في جنوب العاصمة الدنماركية وداخل مبنى لا تتجاوز مساحته سبعة آلاف متر مربع طورت شركة نورديك هارفست قبل عامين ما أضحت تعرف بمزارع المستقبل.
يعادل المحصول في مثل هذه المزارع إنتاج أرض زراعية مساحتها مئة هكتار، علما أن التشغيل يعتمد على إعادة تدوير المياه، وترشيد استهلاك الكهرباء، لضمان استمرار الإنتاج على مدار السنة.
وبحسب مؤسس “هارفست نورديك”، إندس ريمان، فإنه “رغم أن إنتاجنا يبدو كبيرا إلا أننا ما زلنا في مرحلة الاختبار والبحث لتطويره. على سبيل المثال سنضع ألواحا شمسية لتوليد الطاقة وسنستفيد من الطاقة المولدة عبر الرياح التي تنتجها مراوح قبالة سواحل الدنمارك”.
وأضاف ريمان:”لدينا في الدنمارك غزارة في إنتاج الطاقة النظيفة التي تمنحنا تقريبا طاقة رخيصة خلال ساعات الليل وخارج ساعات الذروة. لقد تأثرنا كثيرا بارتفاع أسعار الطاقة نتيجة للأزمة العالمية، لكننا نركز على تطوير تكنولوجيا الزراعة بأقل التكاليف”.
ظهور أزمة الطاقة العالمية في الآونة الأخيرة حمل القائمين على المزرعة إلى اختيار استهلاك الكهرباء في فترة الليل حيث تكون التسعيرة منخفضة.
وتوفر مزارع المستقبل نحو خمسة بالمئة مما يستهلكه الدنماركيون من خضروات، ويعتقد القائمون عليها أنها لن تتضرر من ارتفاع اسعار المواد الغذائية الناتجة عن ارتفاع أسعار الطاقة.
وتقول خبيرة الزراعة في نورديك هارفست، دونيس تونتا: “هنا نزرع في بيئة نتحكم بها ونستغل كل مساحة موجودة بشكل عمودي. وهذا يعني أننا نضاعف الإنتاج باستهلاك أقل”.
وأضاف تونتا: “أعتقد أننا الأقل تأثرا في خطوط الإنتاج التي لم تتضرر من ارتفاع الأسعار والسبب يعود إلى أننا نسوقها محليا ولا نصدرها. وهو ما انعكس على المستهلك حيث إن الأسعار لن تتأثر بارتفاع أسعار نقل المنتجات”.
وبحسب مسؤولي المشروع فإن إنتاج كيلوغرام من هذه الخضروات يتطلب نحو تسعين مترا مربعا من أرض المزارع التقليدية، ولكن هنا يمكن إنتاجه في مساحة لا تزيد عن نصف متر مربع.
رغم ارتفاع أسعار الطاقة التي انعكست سلبا على معظم مناحي الحياة، إلا أن الأزمة تدفع أيضا للتركيز على الأبحاث والاستثمارات في مجال زراعة وإنتاج الخضروات لتطوير ما بات يعرف بمزارع المستقبل.