“الحصار بين النهرين”..خطة روسيا لاستعادة خيرسون

5


وتزامن القصف الروسي مع الحشد على ضفاف نهر دنبيرو، وتكثيف الضربات على البنية التحتية وإغراق المنطقة في الظلام.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أكد أن العملية العسكرية مستمرة بخلاف تغيير الاستراتيجية للمرة الثانية بعد أن استهدفت كييف العمق الروسي بالطائرات المسيرة، فماذا يحدث في خيرسون مجددا، وما هي أهداف موسكو الجديدة؟

ماذا يحدث في الجبهة الجنوبية؟

بدأت روسيا في الحشد على ضفاف نهر دنبيرو بخلاف تكثيف الضربات على خيرسون وقطع الكهرباء عنها بالكامل تمهيدا لدخول المدينة بعد الانسحاب الشهر الماضي، حسب الأكاديمية سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو.

وسردت رضوان خلال تصريحاتها لموقع “سكاي نيوز عربية”، خريطة البؤر المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، حيث ترتكز المعارك الأعنف في منطقة خيرسون، وكاخوفكا، مع الإشارة إلى أن نحو 90 في المئة من منظومة الطاقة في تلك المناطق تعطلت.

واعتبرت رضوان أن موسكو اتخذت عدة خطوات بعد انسحابها من خيرسون وهي:

  •  تنفيذ تشييد التحصينات على الضفة اليسرى لمنطقة خيرسون بوتيرة عالية.
  • تكثيف الغارات من خلال المسيرات على خيرسون ومناطق تمركز القوات الأوكرانية.
  • تدمير البنية التحتية بالكامل بالأخص قطاع الطاقة.
  • الهدف الآخر للتحشيد الروسي هو الهجوم على نيكولاييف وأوديسا في المستقبل القريب، فهذا سيؤدي إلى عزل أوكرانيا كلها عن البحر الأسود.
  • بعد الانسحاب من الضفة اليمنى، دمّرت روسيا جميع الجسور التي تربط ضفتي نهر دنيبرو، ليصبح بمثابة عائق طبيعي بين القوات الأوكرانية والروسية.

أما على الجانب الأوكراني، قامت القوات بتلغيم الضفة اليمنى لنهر دنبيرو في منطقة خيرسون، لتعطيل أي محاولة روسية لاستعادة المنطقة.

خطة موسكو

في سياق المعارك الميدانية على الأرض وبالأخص خيرسون، قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو: “خيرسون هي أرض روسية، وبالتالي لا يمكن لروسيا أن تتخلّى عنها، لأن هذا سينعكس على صورة روسيا نفسها، خاصة أمام سكان تلك المناطق التي ضمتها”.

وأوضح ملحم، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن موسكو نجحت في تسخير الطبيعة الجغرافية لتلك المنطقة لصالحها، فبعيدا عن نهر دنيبرو هناك نقطة أخرى لا تقل أهمية وهي نهر “يوجني بوك” أو نهر بوك الجنوبي طوله نحو 806 كيلومترات، وهو نهر داخلي يصب مع نهر دنيبرو في بحيرة شاطئية واحدة، تسمى بحيرة دنيبر-بوك.

ينبع نهر بوك من مقاطعة خميلنيتسكي غرب أوكرانيا، ويمر عبر مقاطعات فينيتسا وكيروفاغراد ونيكولاييف، فهو بذلك يقسّم نيكولاييف إلى قسمين.

أما مدينة نيكولاييف نفسها، مركز المقاطعة، فهي تقع على يسار النهر، وتشكّل نقطة الإمداد الوحيدة للقوات الأوكرانية المتمركزة في خيرسون، وبذلك تكون القوات الأوكرانية قد تحاصرت بين نهرين كبيرين، دنيبر وبوك.

وبشأن هذه النقطة، قال ملحم: “الجميع يتفق على أن المعركة في خيرسون ستكون صعبة جدا على الجيش الروسي، فالدعم اللوجيستي للقوات الموجودة على يمين النهر صعب للغاية، فهذه المنطقة مرتفعة مقارنة مع مناطق يسار النهر، التي تقع فيها نقاط الإمداد”. 

ولفت ملحم إلى أن هناك تكثيفا في الوقت الحالي للعمليات العسكرية في باخموت، أو ما نسميه منطقة مثلث الدونباس، لذلك قد تضطر القيادة الأوكرانية لسحب جزء من القوات من خيرسون إلى باخموت، وهذا ما تراهن عليه موسكو، لأنه يسهّل عملية استعادة أراضي الضفة اليمنى أمام القوات الروسية.