تعمل أوكرانيا السبت على إعادة التيار الكهربائي والمياه بأسرع وقت غداة تضرر شبكاتها في أنحاء البلاد جراء ضربات صاروخية روسية جديدة. وقال نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو إن أكبر حصيلة بشرية جراء الهجمات الجديدة سُجلت في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط البلاد، حيث قتل أربعة أشخاص وأصيب 15 آخرون، وأضاف أن قصف السبت خلف قتيلا وثلاثة جرحى في منطقة خيرسون الجنوبية.
وأكد حاكم خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش إصابة دار للمسنين في قرية ستيبانيفكا، من دون تسجيل إصابات. وأشارت رئاسة أركان القوات الأوكرانية مساء السبت إلى أن “العدو يواصل تركيز جهوده على تنفيذ عمليات هجومية في اتجاه باخموت (التي يحاول الروس السيطرة عليها منذ الصيف الماضي) وأفدييفكا” في منطقة دونيتسك شرق البلاد.
من جانبه، أعلن الكرملين السبت أن الرئيس فلاديمير بوتين التقى في اليوم السابق القائمين على الهجوم العسكري في أوكرانيا، وطلب منهم تقديم “مقترحاتهم” بشأن مستقبل العمليات.
قصف روسي على وسط مدينة خيرسون (كييف)
أعلنت أوكرانيا أنّ قصفاً روسياً استهدف الأحد مدينة خيرسون الجنوبية، التي تعرّضت لهجمات متكرّرة منذ أن استعادت قوات كييف السيطرة عليها الشهر الماضي.
وقال نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو على وسائل التواصل الاجتماعي “وُجّهت ضربة أخرى إلى وسط المدينة. جُرح ثلاثة أشخاص. أصيبوا بجروح جراء شظايا، أحد الجرحى في حالة خطرة”.
وقال الحاكم الإقليمي يروسلاف يانوشيفيتش الأحد إنّ قوات موسكو شنّت 54 هجوماً على منطقة خيرسون بالمدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعدّدة والدبابات وقذائف الهاون في اليوم السابق، ما أسفر عن قتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
تتعرّض خيرسون لقصف روسي متواصل منذ انسحاب القوات الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر، كما انقطعت الكهرباء عن المدينة في وقت سابق هذا الأسبوع.
وكانت روسيا أعلنت ضم منطقة خيرسون إضافة إلى ثلاث مناطق أخرى في أيلول/سبتمبر، متعهّدة الدفاع عنها بكافة الوسائل العسكرية المتاحة.
إيران تؤكد أن تعزيز تعاونها مع روسيا لا يحتاج الى “إذن”
شددت إيران الأحد على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، على أن تعزيز علاقاتها مع روسيا لا ينتظر “إذن” أي طرف ثالث، وذلك بعدما أبدت الولايات المتحدة قلقها من تطوير التعاون العسكري بين طهران وموسكو.
وتتهم دول غربية إيران بتوفير طائرات مسيّرة تستخدمها روسيا لاستهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا ضمن النزاع المستمر منذ شباط/فبراير. وفرضت أطراف عدة منها واشنطن والاتحاد الأوروبي، عقوبات إضافية على طهران بسبب هذا الملف.
وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني إن إيران “تعمل بشكل مستقل في تنظيم علاقاتها الخارجية بما يتوافق مع مصالحها الوطنية مع مراعاة القوانين والأنظمة الدولية ولا تأخذ إذناً من أحد”.
وأضاف في بيان “التعاون بين إيران وروسيا في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون الدفاعي، يتوسع في إطار المصالح المشتركة، وبما يتوافق مع الحقوق والالتزامات الدولية للبلدين، وليس ضد أي دولة ثالثة”.
يأتي ذلك بعد يومين من تحذير مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي ايه” وليام بيرنز من أن التعاون العسكري بين طهران وموسكو يفرض “مخاطر حقيقية” على حلفاء واشنطن في المنطقة، وذلك في مقابلة مع شبكة “بي بي أس”.
كما سبق للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي ان حذّر في التاسع من كانون الأول/ديسمبر، من تشكّل “شراكة دفاعيّة كاملة” بين موسكو وطهران، معتبرا أنها تلحق “ضررا” بأوكرانيا وجيران إيران والعالم.
واعتبر كنعاني أن مزاعم بيرنز “عارية عن الصحة وجزء من الحرب الاعلامية التي تخوضها واشنطن ضد طهران”، معتبرا أن “هذه الحملة الدعائية من جانب الاميركيين والتي ترتكز على الاكاذيب والخداع، تحمل اهدافا مختلفة ومنها فرض الضغوط السياسية على ايران”.
أقرت إيران في تشرين الثاني/نوفمبر بتزويد موسكو بعدد من الطائرات المسيّرة، مشددة على أن ذلك تم قبل بدء روسيا هجومها على أوكرانيا في شباط/فبراير.
كيسنجر: يجب إحلال السلام في أوكرانيا للحد من خطر نشوب حرب عالمية
قال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر إن الوقت يقترب من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، لكنه حذر من أن رغبة البعض في تفكيك روسيا قد تؤدي إلى فوضى نووية.
وعقد كيسنجر، الذي لعب دورا بارزا في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدة لقاءات مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيسا لروسيا لأول مرة في عام 2000.
قتيل وخمسة جرحى في ضربات على منطقة بيلغورود الروسية قرب أوكرانيا
قتل شخص وجرح خمسة آخرون الأحد في ضربات أوكرانيا على منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، على ما أعلن الحاكم فياتشسلاف غلاكوف على تلغرام.
واستهدفت الضربات بيلغورود، كبرى مدن المنطقة ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، كما طالت حيا قريبا حيث “قتل شخص وجرح آخر”، حسبما قال الحاكم مضيفا أن أضرارا لحقت ب14 منزل ونوافد عدة مبان تحطمت.
رئيس بلدية كييف: عودة نظام التدفئة إلى العاصمة
قال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف يوم الأحد إن نظام التدفئة عاد بالكامل إلى العاصمة الأوكرانية بعد القصف الروسي الأخير الذي استهدف البنية التحتية للمياه والكهرباء.
وقال كليتشكو على تطبيق المراسلة تيليجرام “المدينة تستعيد جميع الخدمات بعد القصف الأخير.
“على وجه التحديد، تم استعادة نظام التدفئة في العاصمة بالكامل. تعمل جميع مصادر إمدادات التدفئة بشكل طبيعي”.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت أكثر من 70 صاروخا يوم الجمعة في واحدة من أعنف موجات قصفها منذ الغزو في 24 فبراير شباط، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد وتوقف نظام التدفئة وشبكة المياه.
كانت درجات الحرارة في كييف والعديد من الأماكن في جميع أنحاء أوكرانيا أقل من درجة التجمد صباح يوم الأحد، ومن المتوقع أن تنخفض إلى ست درجات مئوية تحت الصفر بحلول مساء يوم الأحد.
“كثير من العمل”
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء السبت “أعيدت الكهرباء إلى ما يقرب من ستة ملايين أوكراني خلال النهار. أعمال الإصلاح مستمرة بدون انقطاع منذ الهجوم الإرهابي أمس”.
وأضاف “بالطبع، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحقيق الاستقرار في الشبكة. هناك مشاكل في تأمين التدفئة، وهناك مشاكل كبيرة في إمدادات المياه. الوضع أكثر صعوبة في كييف وضواحيها، في فينيتسا (وسط غرب) وضواحيها وفي لفيف (غرب) وضواحيها”.
وكان رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو قد أكد في وقت سابق السبت أن “75 بالمئة من سكان العاصمة لديهم تدفئة” وأن العمل مستمر من أجل “تحقيق استقرار في وضع” الطاقة. كما أعيدت الكهرباء إلى خاركيف (شرق)، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، وفق حاكمها أوليغ سينيغوبوف.
في المقابل، “توقف الإمداد بالمياه والتدفئة” في كراماتورسك، وفق ما أفاد رئيس بلدية المدينة الشرقية بعد ظهر السبت. وأكدت شركة “أوكرنرجو” الوطنية المشغلة للكهرباء التي اعتمدت التقنين الطارئ بعد الضربات، السبت أنه رغم عمليات الإصلاح لا يزال العجز على صعيد الطاقة “كبيرا”.
وأطلقت روسيا الجمعة ما مجموعه 74 صاروخًا – معظمها صواريخ كروز – أسقطت الدفاعات الجوية 60 منها، وفق الجيش الأوكراني.
استهداف مواقع عسكرية
أكد زيلينسكي الخميس أن “كل الأهداف اليوم مدنية. تطال الضربات الروسية خصوصا منشآت للطاقة والتدفئة”. أما الجيش الروسي، فقد أكد السبت أنه قصف أيضًا أهدافًا عسكرية أوكرانية مهمة الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “ضربة كبيرة بواسطة أسلحة بالغة الدقة نفذت الجمعة 16 كانون الاول/ديسمبر مستهدفة أنظمة قيادة عسكرية ومجمعا عسكريا وصناعيا ومواقع أوكرانية للطاقة”.
وتابعت الوزارة “إثر الضربة، تم منع وصول شحنة أسلحة وذخائر اجنبية الصنع إضافة الى الحؤول دون تقدم احتياطيين (تابعين للقوات الأوكرانية) نحو مناطق قتال وتعليق عمل شركات صنع الأسلحة واصلاحها”.
بعد سلسلة انتكاسات عسكرية خلال الخريف، اختارت روسيا منذ تشرين الأول/أكتوبر تكتيك الضربات الكثيفة بهدف تدمير الشبكات ومحولات الكهرباء في أوكرانيا ما يغرق ملايين المدنيين في البرد والظلام مع حلول الشتاء.
قمة بين بوتين ولوكاشنكو الاثنين
وندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة بالضربات الروسية الجديدة التي قال إنها “مثال جديد على إرهاب الكرملين الأعمى” و”هجمات وحشية وغير إنسانية” تشكل “جرائم حرب”.
وأقر الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة تحظر خصوصا تصدير محركات طائرات مسيرة إلى روسيا او أي بلد آخر قادر على توفيرها لها. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية السبت أن هذه “الإجراءات التقييدية الأحادية غير المشروعة” لن تحقق أهدافها.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين نظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو الاثنين في مينسك في إطار قمة تهدف إلى تشديد أواصر التحالف بينهما. وشكلت بيلاروس حليف موسكو الوحيد في هذه الحرب، قاعدة خلفية للهجوم الروسي على أوكرانيا في بداياته في 24 شباط/فبراير الماضي.
وأكد لوكاشنكو أن القمة “ستكون مكرسة قبل كل شيء للميدان الاقتصادي” لكن الرئيسيين سيتطرقان إلى “الوضع السياسي العسكري في محيط البلدين”.
وفي مقابلة نشرت الخميس، أعرب قائد أركان الجيوش الأوكرانية فاليري زالوجني عن اقتناعه بأن روسيا ستحاول شن هجوم جديد على كييف في الأشهر الأولى من 2023.