واتهمت واشنطن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ”الرضوخ للتهديدات الروسية، والفشل في إطلاق تحقيق حول هذا الشأن”.
وخلال اجتماع مثير للجدل لمجلس الأمن، يوم الاثنين، بشأن القرار الذي يؤيد الاتفاق النووي بين إيران و6 دول كبرى، تبادلت الولايات المتحدة وإيران الاتهامات بالتسبب في توقف المفاوضات بشأن عودة إدارة الرئيس جو بايدن للاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018.
وشدد أمير سعيد ايرواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، على أن فريق التفاوض الإيراني “مارس أقصى درجات المرونة” في محاولة التوصل لاتفاق، بل وقدم “حلا مبتكرا للقضايا العالقة بهدف كسر الجمود”، لكنه زعم أن نهج الولايات المتحدة “غير الواقعي والمتشدد” أدى لتوقف المحادثات في الوقت الحالي بشأن اتفاقية عام 2015، والمعروفة باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وأضاف المسؤول الإيراني “لنوضح الأمر: الضغط والترهيب والمواجهة ليست حلولا، ولن تؤدي إلى شيء. إيران مستعدة لاستئناف المحادثات وترتيب اجتماع وزاري في أقرب وقت ممكن لإعلان استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة. هذا يمكن تحقيقه إذا أظهرت الولايات المتحدة إرادة سياسية حقيقية. الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة”.
وفي حديثه أمام ايرواني، قال روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، “باب المفاوضات ما يزال مفتوحا لعودة أميركية-إيرانية متبادلة لتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل”. لكنه أضاف “تصرفات إيران ومواقفها كانت مسؤولة عن منع هذه النتيجة”.
وأضاف ود قائلا “كانت الصفقة التي وافق عليها جميع الأطراف في المتناول في سبتمبر الماضي، وحتى إيران كانت مستعدة للتوقيع. ولكن في اللحظة الأخيرة، قدمت إيران مطالب جديدة غير منصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي تعرف أنه لا يمكن تلبيتها”.
وفي ختام اجتماع مجلس الأمن، طلب وود الكلمة لدحض تصريحات ايرواني، وقال “مطالب إيران الدخيلة ورفضها لجميع مقترحات التسوية هما سبب عدم العودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة.”
من جانبها، قالت باربرا ودوارد، سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة – والتي ما تزال بلادها طرف في الاتفاق النووي – إن التصعيد النووي الإيراني “يجعل التقدم في خطة العمل أكثر صعوبة بكثير”.
ونقلت أسوشيتد برس عن باربرا “اليوم يتجاوز إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب حدود خطة العمل الشاملة المشتركة بما لا يقل عن 18 مرة، كما أن طهران تواصل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لدولة لا تمتلك برنامج أسلحة نووية”.
من جانبها، قالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، “يبدو أن مساحة الدبلوماسية تتقلص بوتيرة سريعة”.
وأشارت إلى تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن إيران تعتزم تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة في مفاعل نطنز، وإنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمائة في مفاعل فوردو لتخصيب الوقود، وهو مستوى قريب من المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي.
وأكد ايرواني أن جميع الأنشطة النووية الإيرانية “سلمية”، وقال إن بلاده مستعدة لإشراك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حل القضايا العالقة بشأن “الضمانات النووية”.