اعتقل المجلس العسكري الانتقالي العقيد زونغرانا، يوم الثلاثاء بتهمة التخطيط لانقلاب، وسط غضب متصاعد من أنصاره ضد الرئيس إبراهيم تراوري.
محاولة اغتيال
سبق الاعتقال خروج زونغرانا، البالغ من العمر 40 عاما، في تسجيل مُصوَّر، يندّد بما وصفها بمحاولات اغتياله، قائلا: “حلّقت طائرات مسلحة بدون طيار فوق منزلي لمدة 5 أيام منذ إطلاق سراحي بكفالة”.
زونغرانا أشار إلى أن المجلس العسكري يعتبره خطرا عليه حسب قوله، يضيف: “لقد قاتلت مِن أجل بوركينا فاسو. الباقي هو السياسة. وفي السياسة، إذا كنت معارضا أو منتقدا للسياسة، فإما أن نصفِّيك، أو نلقي بك في السجن، أو ندفعك إلى المنفى”.
ذكرت مصادر بوركينية أن رئيس المجلس إبراهيم تراوري، عرض على زونغرانا التقاعد المبكر أو مغادرة البلاد، بينما رد زونغرانا بالرفض، مهددا بأن إبعاده ستكون له تبعاته؛ نظرا لما يتمتع به من شعبية “أكثر” من تراوري.
أحداث الاعتقالات
- في ديسمبر 2021، أعفي زونغرانا من منصب قائد فيلق فوج المشاة الثاني عشر (RIC) في واهيغويا كجزء من خطة تجديد التسلسل الهرمي.
- يناير 2022، تم اعتقاله بتهمة محاولة انقلاب عسكري ضد الرئيس السابق روش مارك كريستيان كابوري.
- سبتمبر 2022 تحركت مجموعة من الجيش للإفراج عن “زونغرانا”.
- اتهمه المجلس العسكري السابق بقيادة بول هنري سانداوغو بالتآمر وغسيل الأموال.
- أُفرِج عنه بشكل مؤقت وبكفالة في ديسمبر.
- بعدها بأيام عاود المجلس العسكري الحالي اعتقاله بتهمة محاولة انقلاب.
- تسبب الاعتقال الجديد في توترات، حيث تجمع مؤيدوه وأقاربه لمنع اعتقاله، واستمرت المواجهة لساعات أمام منزله.
تغييرات في الجيش
في تقدير المحلل السياسي المتخصص في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، غوتييه باسكيت، فإن اعتقال زونغرانا مجددا بعد قليل من إطلاق سراحه، يكشف عدم استقرار السلطة في بوركينا فاسو.
وصف زونغرانا بأنه “يتمتع بسمعة عالية بين أفراد الجيش والشعب عموما، وخرجت مظاهرات تطالب بالإفراج عنه منذ أكتوبر؛ وهو ما يشكل تهديدا لأي شخص على رأس السلطة”.
عن تأثير الاعتقال الجديد على الشارع، تقول الباحثة البوركينية منى ليا، إنه حتى الآن يسود الهدوء في واغادوغو، لكن لا يُعرف مصير زونغرانا.
تُرجع منى ليا اعتقال زونغرانا إلى “مساعي تراوري لضمان السيطرة على القوات المسلحة البوركينية، وإنهاء الخلافات بين صغار وكبار الضباط في ظل سيطرة واسعة للضباط الصغار؛ وذلك لتثبيت مكانة المجلس الحاكم الحالي وقدرته على مكافحة الإرهاب وإحلال السلام”.
قبل أسابيع، أجرى رئيس السلطة الانتقالية تغييرات واسعة على قيادة الجيش، بإنشاء 6 فرق للتدخل السريع لدعم الجيش والشرطة في مواجهة العمليات الإرهابية التي تنفذها جماعات تابعة لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
عيّن تراوري 18 قائدًا جديدًا للقوات المسلحة في 14 نوفمبر، منهم العميد غيلبرت ويدراوغو رئيسا للأركان.
من هو إيمانويل زونغرانا؟
- وُلد 31 ديسمبر 1981 في قرية بيجتوغو في بوركينا فاسو.
- التحق بالمدرسة العسكرية الوطنية في كاديوغو (PMK) عام 1993.
- أكمل دراسته بالحصول على البكالوريا الفرنسية عام 2000.
- في أكتوبر من نفس العام، التحق بمدرسة الضباط في توغو، وتخرج فيها كملازم ثانٍ 2003.
- حصل زونغرانا على دورات تدريب عسكري في المغرب وفرنسا، وفي 2005 حصل على دورة الكوماندوز رفيع المستوى، تدريب شهادة المدرب.
- خدم في سلاح المشاة المظلي، لسنوات، ثم فوج القوات الخاصة الـ25 في بوبو ديولاسو العاصمة الاقتصادية لبوركينا فاسو.
- ألَّف عدة كتب، وله دار نشر خاصة به، ومنتظم في المشاركة في معرض واغادوغو الدولي للكتاب.