تقارب أم تنافر.. هل يحمل 2023 انفراجة بعلاقات أميركا والصين؟

1


يرى محللون للعلاقات الدولية تحدثوا لـ”سكاي نيوز عربية”، أن العديد من القضايا ما تزال مُرشحة لتأجيج الخلاف بين القوتين العظمتين عالميا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي ستكون فرصة لأن تصبح الصين بمثابة “أكياس الملاكمة” لمعظم المرشحين الذين يسددون ضرباتهم صوبها.

ملفات خلافية وزيارة مُرتقبة

  • بعد ساعات من قمة بايدن وشي في نوفمبر الماضي، أعلن البيت الأبيض قيام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بزيارة إلى الصين مطلع عام 2023، ستكون هي الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ العام 2018، والتي تأتي “من أجل مواصلة المحادثات” بين البلدين.
  • أعربت وزارة الخارجية الصينية عن أملها في أن تتمكن الولايات المتحدة من “التلاقي مع الصين في منتصف الطريق” لتعزيز التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين.
  • أكد بايدن في وقت سابق أن بلاده ستواصل التنافس بقوة مع الصين، لكن لا ينبغي أن تنحرف تلك المنافسة إلى صراع.
  • تحتل أزمة تايوان حيزا كبيرا في مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وباتت بؤرة الصراع بينهما عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى الجزيرة.
  • المواجهة في بحر الصين الجنوبي هي إحدى القضايا التي تمثل مصدرا للتوتر بين واشنطن وبكين، إذ تؤكد أحقيتها على معظم البحر الذي بنت فيه جزرا اصطناعية لتعزيز قوتها في المنطقة.
  • التنافس التجاري والاقتصادي هو مصدر آخر للصراع، في وقت تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحجيم توسع نظيرتها الصينية في العديد من البلدان وبمجالات عدّة على رأسها الصناعات الإلكترونية.

علاقات متوترة

يقول رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة باكنيل الأميركية، والمختص بالشؤون الصينية، زهيقون زو، إنه في حين أن الابتسامات في الاجتماع الشخصي الأخير بين شي وبايدن في بالي ربما تكون قد رسمت صورة وردية للعلاقات بين البلدين، إلا أن السياسة الداخلية، خاصة في الولايات المتحدة، قد تؤجج التوترات في العلاقات الثنائية في العام الجديد.

للدلالة على مستقبل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في العام الجديد، يرى “زو” أن:

  • الصين وأميركا منخرطتان في منافسة حادة بعدد من المجالات، والثقة منخفضة بينهما.
  • اجتماع واحد لن يحل كل المشاكل التي تفسد العلاقة، ومع ذلك فمن المهم إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
  • استأنف الجانبان الحوار بشأن تغير المناخ والشؤون العسكرية بعد قمة “بايدن وشي”، لكنهما بحاجة إلى بذل المزيد الآن لإحياء العلاقات الثنائية.
  • ستؤدي التطورات في تايوان أيضًا إلى إحباط انفراجة العلاقات الأميركية الصينية في عام 2023 وما بعده.

خلاف مرشح لصدام
من جانبها، قالت الخبيرة في الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، نادية حلمي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه مع استمرار توسع مبادرة طريق الحرير الصينية، والتنامي المطرد للقدرات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية لبكين، فإن التصادم مع القوة الأميركية بات مرشحًا للتزايد في عدد من الجبهات حول العالم.

توضح حلمي أن أبعاد هذا الخلاف تشمل:

  • محاولة الصين بدورها بناء تكتلات قوية، وتقوية شبكة علاقاتها بالحلفاء كروسيا وإيران حتى على مستوى المناورات العسكرية والبحرية المشتركة.
  • على المستوى العسكري، تحول بحر الصين الجنوبي إلى ساحة مواجهة بين واشنطن وبكين، مع إصرار الصين على سيادتها البحرية عليه.
  • عملت واشنطن على دعم حلفائها في منطقة الإندو-باسيفيك، وهي أستراليا والهند واليابان، من خلال توقيع تحالفات جديدة كأكواس النووية مع أستراليا وبريطانيا وكواد الرباعية مع الهند واليابان وأستراليا.
  • يُتوقع في 2023 اشتداد حدة التنافس بين أميركا والصين في مجال التكنولوجيا، في ظل فرض أميركا لسلسلة من القيود الصارمة على صادرات أشباه الموصلات إلى الصين.
  • تعمد الصين إلى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية والترويج لما تطلق عليه “دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية”.
  • تظل أميركا ثابتة في هدفها المتمثل في “التفوق على الصين”، بالرغم من تكثيف الاتصالات بين البلدين.