وقال نشطاء وشهود عيان إنهم لاحظوا “تراخيا أمنيا” في التعامل مع الأحداث في بدايتها، مما يشير، حسب آرائهم، إلى احتمالية تواطؤ القوات مع مقتحمي مقرات السلطة، قبل استعادة السيطرة على الموقف تماما في وقت لاحق والقبض على أكثر من 150 شخصا من “المشاغبين”.
وكان مئات من مناصري بولسونارو قد اقتحموا وقصر بلانالتو الرئاسي ومبنى الكونغرس والمحكمة العليا، بعد أسبوع على تنصيب لويز إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبلاد.
وقال شاهد عيان برازيلي من أصل لبناني في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الأضرار تبدو كبيرة في المباني التي تعتبر تحفا معمارية من الطراز الحديث، وتضم العديد من الأعمال الفنية في برازيليا”.
وأضاف: ” السلطات أغلقت المنطقة القريبة من ساحة السلطات الثلاث حيث يوجد قصر بلانالتو الرئاسي قرب المحكمة العليا ومبنى الكونغرس، لكن أنصار بولسونارو تمكنوا من خرق الطوق الأمني بسهولة”.
يوم غير مسبوق
كما قال الطبيب والناشط الإعلامي البرازيلي من أصول لبنانية بلال بكري في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن “برازيليا في عطلة نهية الأسبوع والوضع مقلق. تقع المسؤولية على الرئيس السابق المتواجد حاليا في الولايات المتحدة”.
واعتبر أن “هناك تواطؤا من السلطات الأمنية البرازيلية، والشرطة تحديدا، لأن أعمال مثل هذه لا يمكن أن تحدث بسهولة في ظل وجود قوات الأمن المكلفة حماية المقار الرسمية”.
وأضاف بكري: “هذا انتهاك واضح وصريح للديمقراطية، وسابقة خطيرة في تاريخ الجمهورية. لم يحصل قبل اليوم محاولة انقلاب بهذا الشكل” حسب تعبيره.
وتابع الناشط الإعلامي: “جاءت هذه الأحداث مفاجئة رغم الإرهاصات المستمرة منذ 30 أكتوبر يوم اعلان نتيجة الانتخابات بفوز لولا، لأن أنصار الرئيس السابق لم يقبلوا النتيجة وتطورت اعتراضاتهم إلى أعمال شغب”.
وأضاف: “رغم هذه التحركات من مناصري بولسونارو فإنها لم تؤخذ على محمل الجد من السلطات. ربما هناك تواطؤ من السلطات الأمنية، والرئيس الحالي اتهم قوى الأمن المكلفة حماية المقرات الرسمية في العاصمة برازيليا بالتواطؤ مع المحتجين والسماح لهم بدخول المباني الرسمية في العاصمة”.
الوضع مخيف
ومن جهة أخرى، قال رجل الأعمال الذي يستثمر في البرازيل حامد موسى، إنه “لأول مرة يحصل ذلك في تاريخ البلاد”، واصفا الوضع بـ”المخيف”.
وتحدث موسى لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلا: “إلى جانب اقتحام القصر الرئاسي والمؤسسات البرلمانية، منع المحتجون وصول إمدادات الوقود بهدف شل حركة التجارة، في محاولة للضغط وتحقيق أهداف ومطالب المعارضين للحكومة الفائزة”.
وأضاف رجل الأعمال: “بدأت الاحتجاجات في العاصمة، إلا أنه لا يمكن توقع كيف ستنتهي. إذا استمرت هذه الاحتجاجات أو انضمت مجموعات أخرى في باقي الولايات إلى هذا الحراك، حينها ستدخل البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية”.
وتابع موسى: “العالم يتابع من شاشات التلفزيون ما يحصل، وربما يتم حشد أعداد أكبر إذا لم تضبط الأمور، وستكون هناك بلا شك أضرار كبيرة في كل القطاعات والمؤسسات في البلاد”.
وختم: “إذا لم يضبط الوضع بالكامل من المحتمل أن تستمر المناوشات بضعة أيام، وغدا ستتبلور الصورة أكثر فأكثر”.
ويقضي الرئيس الجديد دا سيلفا عطلة نهاية الأسبوع في ساو باولو، وهو حاليا في رحلة إلى المناطق الداخلية من الولاية.
وكان الرئيس السابق بولسونارو قد غادر البرازيل متوجها إلى فلوريدا، قبل 48 ساعة من انتهاء ولايته نهاية العام الماضي.