تستقبل هولندا هذا الأسبوع أكثر من 16 ألف مدفن مناسب للمسلمين، تم افتتاح أكبر مقبرة إسلامية في البلاد “مقبرة روضة المسلمين”، في مدينة أرنهيم بمقاطعة خيلديرلاند، يقدم هذا حلاً للعدد المتزايد من المسلمين الذين يريدون أن يُدفنوا وفقًا للشريعة الإسلامية، لكنهم لا يريدون إعادتهم إلى موطنهم الأصلي.
يقول سعيد بوحرو، صاحب المقبرة في أرنهيم: “الأمر يتعلق بشكل أساسي بجيل الشباب من المسلمين، عند تفشي جائحة كورونا وأصبحت العودة إلى الوطن غير ممكنة، ازداد الوعي بين المسلمين، رأيت من حولي أن الناس بدأوا يدركون أنهم يفضلون الدفن في هولندا”.
ومع ذلك، لم يكن هناك متسع كبير لإنجاز ذلك، تم توفير مقبرتين إسلاميتين وعدد قليل من المقابر في قسم إسلامي بالمقابر، في السنوات الأخيرة.
المقبرة الإسلامية في ألميري، التي افتتحت عام 2007، هي شبه ممتلئة الآن، بينما لا يزال هناك متسع لحوالي 200 مسلم في المقبرة في زويدلارين، و لن يمر وقت طويل قبل أن تمتلئ هذه المقبرة أيضًا، حيث تم افتتاحها في بداية جائحة كورونا، وقد تم بالفعل دفن 1300 شخص.
العرض المحدود للمقابر الإسلامية له علاقة بالشعائر الموصوفة في القرآن، والدفن الأبدي هو مثال على ذلك، هذا يعني أن القبر لن يتم افراغه أبدًا.
يقول بوحرو: “في هولندا، من الصعب جدًا ضمان أن يدفن شخص ما إلى أجل غير مسمى في مكان واحد، لقد أنشأنا مؤسسة يديرها أقارب الأشخاص المدفونين، بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص المقبرة كمحمية طبيعية، ويدفعون مبلغًا لمرة واحدة يشمل جميع تكاليف الصيانة للمستقبل، بهذه الطريقة يمكننا أن نقدم الدفن الأبدي”.
هناك المزيد من اللوائح التي تأتي مع الدفن الإسلامي، على سبيل المثال، يجب يوضع الجسد تحت الأرض في غضون 24 ساعة، ليس في داخل نعش، ولكن في كفن.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يستريح الجسم على الجانب الأيمن ويواجه مكة، ومن المهم أيضًا ألا يُدفن الغرباء أحدهم فوق الآخر وأن يكون للقبر القليل من الزخارف.
يتنهد البادئ بوحرو: “لقد عملنا بجد لمدة ثلاث سنوات لإنجاز ذلك ، لكن الأمر كان يستحق ذلك”.
محسن كوكتاس، رئيس هيئة الاتصال الحكومية والمسلمين، الذي يمثل العديد من المساجد، سعيد أيضًا بالمقبرة الإسلامية الجديدة: “إنه تطور إيجابي للغاية للمجتمع المسلم، نحن أربعة أجيال في هولندا وترى أن المسلمين يريدون بشكل متزايد أن يُدفنوا هنا، وهذا ممكن الآن، هذه علامة جيدة، لأنه عندما يمكن دفنك في مكان ما، يكون بلدك حقًا”.
تتسع المقبرة الإسلامية الجديدة في أرنهيم لأكثر من 16,000 قبر
مقابر إسلامية في جميع أنحاء البلاد
مع وجود 16000 مكان جديد، تضمن مقبرة أرنهيم وجود مساحة كافية للمسلمين ليدفنوا في هولندا في السنوات القادمة.
يقول بوحرو: “لكن يجب إضافة المزيد من المقابر الإسلامية، لدينا بالفعل موقع ثان في الاعتبار، في النهاية نأمل أن نتمكن من بناء حوالي أربع مقابر إقليمية”.
ليس بوحرو فقط مشغولاً في هذا، بل هناك آخرون ملتزمون أيضًا بالمقابر الإسلامية، هناك خطط لإنشاء مثل هذه المقابر في روتردام وأوتريخت وتيل.
المصدر: NOS
