وفي شهر مايو من العام الماضي صرح لموقع إخباري بلجيكي أنه بالفعل حصل على الجنسية الفرنسية، والتي وصفها بأنها “شيئاً ثميناً”، وأكد أن هذا يمثل بالنسبة لي استعادة لجزء هام من هويتي.
وكان ستانلي جونسون في مقدمة المُعارضين لـ”بريكست”، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصوت لصالح البقاء ضمن التكتل في استفتاء عام 2016، وفي تلك الفترة صدر بيان رسمي من داونينغ ستريت، مقر رئيس مجلس الوزراء، يؤكد أن قرار ستانلي جونسون هو “أمر شخصي لوالد رئيس الوزراء”.
وبعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان هناك ارتفاع في عدد مواطني المملكة المتحدة الذين حصلوا على جنسية دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي.
يبدو أن رمزية دعوة ستانلي جونسون، لفتت انتباه البريطانيين مُبكراً، لأهمية الحفاظ على الهوية الأوروبية، ليرتفع عدد المواطنين البريطانيين الذين تقدموا للحصول على جنسية أوروبية أخري مقابل، تخليهم عن جنسيتهم البريطانية إلى 13141 عام 2017، مقابل 5056 عام 2016، و1826 عام 2015، وذلك طبقاً لما نشرته بي بي سي والتايمز البريطانية في ذلك الوقت.
- طلبات تخلي عن جوازات السفر
وحول ما نُشر مؤخراً والخاص بتقدم 868 بريطانياً بطلبات تخلي عن جوازات سفرهم خلال عام 2021، والتي تمثل ارتفاعاً بنسبة 30 % عن عام 2020، طبقاً لصحف بريطانية، هذا إضافة إلى البيانات التي نشرتها وكالة الإحصاء الأوروبية (يوروستات) حول إبعاد ما يقرب من 2285 بريطانياً من دول الاتحاد الأوروبي، يقول عمرو محب مستشار اللجوء والهجرة، أن هذا كان متوقعاً من اليوم الأول للاستفتاء على “بريكست”، وخلال الأشهر الماضية وبصفة خاصة بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وكانت النسبة الأكبر في البداية من البريطانيين الذين تقدموا للحصول على جوازات سفر أيرلندية، لتُمكنهم من الاستمرار في التنقل بحرية داخل دول الاتحاد الأوروبي، حيث أن ايرلندا الشمالية تابعة للمملكة المتحدة، بينما جارتها الجنوبية عضواً في الاتحاد الأوروبي.
- دول أوروبية جاذبة
ولو أردنا حصر الدول الأكثر جاذبية للبريطانيين طبقاً للامتيازات، سنجد ألمانيا من الدول التي حظيت بشعبية كبيرة بصفه خاصة لكونها لا تسمح بازدواج الجنسية، مثلها مثل أسبانيا وهولندا، فهذه الدول لا تقبل جنسيات أخرى، وتفرض التنازل عن جنسية أي دولة قبل التقدم للحصول على جنسيتها، بالإضافة إلى أن ألمانيا خلال العام الماضي أضافت بعض القيود على طالبي الجنسية، كما حظيت أيضاً فرنسا وبلجيكا باهتمام طالبي التخلي عن جنسيتهم من البريطانيين.
- ماذا يقول القانون البريطاني؟
وحول الوضع القانوني للبريطانيين الذين قرروا التخلي عن جنسياتهم، أكد محب، أن الجنسية البريطانية في حال تنازلت عنها، تستطيع أن تطالب بها مرة أخرى، والقانون يُعطيك الحق في الحصول عليها، فقط تحتاج لتعبئة استمارة إعادة الجنسية، وهذا هو السيناريو الذي يستند عليه طالبي التخلي عن جنسيتهم، لأنهم اضطروا للتنازل عنها لأنهم يعيشون بالفعل في أوروبا، وتحديداً في الدول التي لا تسمح بازدواج الجنسية، بالإضافة إلى الامتيازات التي سوف يحصل عليها بالجنسية الأوروبية التي تمنحه الحق في العيش والعمل في جميع دول الاتحاد الأوروبي بحرية كاملة، بالإضافة إلى حق المواطنة.
وأضاف “أيضاً لن يُحرم من دخول بريطانيا، فالقانون يمنحه أيضاً الحق في السفر لبريطانيا بدون تأشيرة كزائر لمدة 90 يوماً، ولو حصلت على عمل دائم، من حقك المطالبة بالإقامة الدائمة، ربما ليس لك نفس حقوق حاملي الجنسية البريطانية، لكن تظل الامتيازات أكثر بالجنسية الأوروبية”.
وعن توقعاته للمرحلة المقبلة فما يتعلق بنسبة البريطانيين الذين يتخلون عن الجنسية البريطانية، أكد مستشار اللجوء والهجرة ، أن الفترة القادمة سوف تشهد ارتفاعاً كبيراً في طلبات الحصول على الجنسية الأوروبية، لأن القضية في النهاية تتعلق بحجم الامتيازات الخاصة بحقوق العيش والعمل، هذا إضافة إلى ما تشهده بريطانيا مؤخراً من أزمات اقتصادية، وارتفاع في نسبة التضخم بشكل غير مسبوق، نتيجة لما يواجهه العالم من أزمات ونتيجة أيضاً لتبعات خروجها من الاتحاد الأوروبي.
- ماذا عن الأوروبيين؟
وحول وضع الأوروبيين الذين يعيشون داخل بريطانيا بعد “بريكست”، ترفض سيلفيا بيكافي، التي تعمل في بريطانيا وتحمل الجنسية المجرية، أن تدفع 1333 جنية أسترليني مقابل استخراج جواز سفر بريطاني، وتقول إن ما يوفره جواز السفر المجري كافً بالنسبة لها، فهو يمنحها حق السفر إلى كافة دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك حق العمل والعيش، والمواطنة أيضاً، وتستطيع أن تعيش هنا في بريطانيا بالإقامة الدائمة permanent residence التي تحملها.
وتقول سيلفيا تنها وزوجها يحملان جواز سفر مجري، بينما تحمل ابنتها جواز سفر بريطاني، حيث أنها وُلدت في بريطانيا، ولا تواجهها أي مشكلة هي أو ابنتها خلال سفرهما إلى أوروبا أو خلال العودة إلى بريطانيا، لأن جواز السفر البريطاني يمنح ابنتها الحق في دخول دول الاتحاد الأوروبي لمدة 90 يوماً، وتذكر أنها في إحدى المرات اضطرت إلى البقاء في المجر لأكثر من 90 يوماً، لم تحتاج ابنتها غير تعبئة استمارة علي الموقع الإلكتروني للإقامة والجنسية المجرية، مؤكدة أن قوانين الإقامة والجنسية في جميع دول الاتحاد الأوروبي أكثر مرونة منها في بريطانيا.
وتؤكد سيلفيا بيكافي أن هذا القرار يمثل النسبة الأكبر من أصدقائها الأوروبيين الذين يعيشون في بريطانيا مع اختلاف جنسياتهم، وكذلك البريطانيين الذين يعيشون في أوروبا، والجميع يرى أن جواز السفر الأوروبي في هذه الفترة يحمل امتيازات أكثر، تمنحهم حرية التنقل في دول الاتحاد الأوروبي دون قيود.
نحن أفضل معاً We are better together، رسالة ربما أراد البريطانيين إيصالها في نهاية المطاف للحكومة البريطانية، عبر تخليهم عن جنسيتهم لصالح جواز السفر الأوروبي، لكن تظل الامتيازات التي يحصل عليها البريطانيين الذين يحملون جواز سفر أوروبي في مقدمة الأسباب، بصفة خاصة أن القانون البريطاني يظل يمنحهم فرصة المطالبة بالجنسية البريطانية حتى بعد التنازل عنها.