بمنظومة “باتريوت”.. هل بدأت خطة حظر طيران لحماية كييف؟

5


ومن المقرر أن تتلقى كييف خلال الأسابيع المقبلة ما يصل إلى 4 أنظمة من طراز “إم آي أم-104 باتريوت” وهي منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض-جو تُستعمل من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعدد من حلفائها، حسبما نقلت صحيفة “إيكونوميست” في تقرير لها.

وبدأ ما يقرب من 100 جندي أوكراني، وهو العدد المطلوب لتشغيل بطارية واحدة من “باتريوت”، التدريب على تلك المنظومة في قاعدة “فورت سيل” للجيش الأميركي بولاية أوكلاهوما، منتصف الشهر الجاري.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت واشنطن وبرلين رسمياً موافقتهما على إرسال دبابات أبرامز الأميركية وليوبارد الألمانية إلى أوكرانيا للتصدّي للقوات الروسية.

ويعتقد مراقبون وخبراء عسكريون، أن تلك الخطوات ستدفع إلى إطالة أمد الحرب على الأراضي الأوكرانية، وتصاعد المواجهات العسكرية خلال الربيع المقبل بشكل كبير.

قدرات منظومة “باتريوت

* صاروخ “أرض جو” تنتجه شركة “رايثيون” الأميركية للحماية من الصواريخ المهاجمة والطائرات.

* موجهة بتقنية عالية تعتمد على نظام رادار أرضي خاص بها ليكشف الهدف ويتتبعه.

* تعترض الصواريخ ذاتية الدفع، التي يمكن أن تحمل رؤوسا كيماوية أو نووية أو بيولوجية، كما يعمل كنظام مضاد للصواريخ الباليستية “تي بي إم“.

* تتكون من 4 أجزاء، هي مركبة الرادار، وغرفة التحكم، ومنصة الصواريخ، والصواريخ نفسها.

* تستطيع رصد 50 هدفا في آن واحد، وإطلاق أول صاروخ بعد اكتشاف التهديد في 9 ثوان.

* تحمي المنشآت العسكرية والقواعد الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد.

* تصيب أهدافا جوية على نطاق 160 كيلومترا، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومترا.

* تعمل على نطاق ارتفاع يمتد بين 60 مترا و15 كيلومترا.

معركة الربيع

وبشأن تأثير الأسلحة النوعية التي تحصل عليها أوكرانيا، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، إن حصول أوكرانيا على الدبابات مؤخرا إضافة لمنظومة “باتريوت”، مهم لضمان نجاح القوات في معركة الربيع المبكرة.

وأوضح “ألبيركي” في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن الدعم العسكري الأميركي والأوروبي المستمر لا يزال مهمًا خلال المرحلة المقبلة، وتلعب ألمانيا التي وافقت مؤخرا على تسليم دبابات “ليوبارد 2” دورًا مهمًا في القيادة الأوروبية في التحالف لدعم أوكرانيا.

على الجانب الآخر، يعتقد الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الدعم الغربي سيؤثر على مستقبل الحرب مع روسيا، بإطالة أمدها بلا شك، لكن من الصعب تحديد إطار زمني لإطالة أمد المعركة، نظرا لتعقيداتها وحجم الانخراط الدولي على أراضي أوكرانيا.

وأشار “حسن” إلى أن هذا الدعم سينقل المعركة إلى مستوى خطير من “الذروة التكتيكية” وتعني ببساطة تكثيف استخدام تكتيكات التطويق والحصار والاعتماد على القوات الخاصة والمحمولة جوا، وتدعيم قدرات عبور الأنهار ونقل القوات، وفي معارك الذروة، تكون المدفعية هي سيدة المعركة، ومدى أن تصبح الدبابة هي السيد الجديد لمعارك المدن التي تجئ على نفس نمط معارك الحرب العالمية الأولى.

وعن دور منظوم “باتريوت” في دعم حظر طيران لحماية كييف، أضاف الباحث في السياسات العسكرية أنه من الصعب أن الحديث عن حظر الطيران في أجواء أوكرانيا بشكل عام، لأنها تشهد ساحة للغارات الجوية وموجات الإغراق الصاروخي على مدار الساعة، لكن قد يكون هذا الحظر حول العاصمة كييف.

وأفاد بأن “باتريوت” نظام دفاعي من الأفضل في العالم، ومتخصص في اعتراض الصواريخ والطائرات بعيدة المدى، لكن لن يستطيع وحده حماية كييف أو أي مدينة أخرى لأن أوكرانيا تحتاج إلى مظلة للدفاع الجوي متعددة الطبقات “قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى”، مع التكامل لهذه الشبكة الدفاعية.

هل اقتربت المواجهة مع الناتو؟

وسبق أن حذرت موسكو من أن تزويد واشنطن وحلف شمال الأطلسي، منظومات “باتريوت” لأوكرانيا، سيجعل منها هدفا مشروعا للقوات المسلحة الروسية.

ويرى كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، والمقيم في موسكو، أوليغ إغناتوف، في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، أن موسكو ستعتبر هذا القرار بمثابة خط آخر تجاوزه الحلفاء الغربيون في هذه الحرب.

وأضاف: “إلى جانب ذلك، سيلعب عدد الدبابات التي سيتم تسليمها إلى أوكرانيا، ومدى سرعة حدوث ذلك، دورًا كبيرًا، لكن الكرملين سيأخذ هذه القرارات في الاعتبار في قراره بشن هجوم جديد، إذ ربما يؤدي القرار بشأن الدبابات الألمانية والأميركية إلى تسريع عملية اتخاذ القرار للعمليات الهجومية الجديدة“.

ومع ذلك، قد يؤدي ذلك أيضًا إلى مزيد من الضغط السياسي على الجيش الروسي، وبالتالي إجباره على تحمل مخاطر أكبر لتحقيق نتائج قبل أن تتمكن أوكرانيا من إدخال أعداد كبيرة من الأسلحة الجديدة إلى ساحة المعركة، وفق “إغناتوف“.