وفيما يؤكد باحث روسي عدم اعتزام موسكو الوصول لحرب شاملة مع دول الناتو، يرجح باحث أوكراني أن معركة الحسم لصالح بلاده باتت قريبة، أملا في “النصر النهائي لها”، بدعم الناتو، حسبما جاء في حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وعن دلالة استجابة برلين وواشنطن لمطالب كييف، ودعمها بدبابات من صنعهما، لأول مرة، سبق أن قالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، إن دبابات إبرامز ومدرعات برادلي وماردر الثالوث القاتل في آلية الحرب الحديثة.
وتمهد كييف بتلقي هذا الدعم لهجوم مضاد ضد القوات الروسية، فهل ستنجح؟
عوائق الحرب العالمية
يستبعد ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية، حدوث صدام مباشر بين موسكو والناتو، أو تصعيد جذري ينطوي على استخدام الأسلحة الاستراتيجية.
وفي تقديره، فإن الغرب لا يمكن أن يوجه ضربة قاتلة لروسيا، حيث توجد رادعات، تماما كما لا تسعى روسيا إلى القيام بذلك ضد الجانب الأوكراني، لتجنب حرب شاملة واسعة النطاق، كما حدث في حروب القرن 20، وفي العراق.
ومما يستدل به على ذلك، خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير الذي أكد أن الهدف من العملية العسكرية هو حماية روسيا وسكانها من أي تهديدات من الأراضي المجاورة، وليس حربًا شاملة.
ويسرد هوفمان عدة عوائق تجعل الهجوم المضاد الوشيك لكييف لاسترجاع أراضٍ صعب التحقيق، بل ومحاولة القيام به بمثابة جولة أخيرة للرئيس الأوكراني فولاديمير لزيلنسكي، منها:
• أولًا: التوقيت والتدريب
تتطلب الأسلحة التي يوفرها الناتو تدريب القوات الأوكرانية، وغير ذلك من التدابير المتعلقة بالتكيف مع أنظمة الأسلحة غير القياسية، كما أنه يتم حساب وقت تسليم المعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وفقا لتقديرات المسؤولين، بالأشهر.
• ثانيا: تجنب التورط المباشر
لكي يأتي الهجوم المضاد بثماره لابد من إدخال متخصصين أجانب على نطاق واسع في الوحدات العسكرية الأوكرانية، يكونون على دراية بأنظمة الأسلحة الموردة وتشغيلها، بما في ذلك في ظروف القتال الحقيقية، وستصبح هذه جولة أخرى في تصعيد الصراع.
• ثالثا: التمركز الروسي
وهنا يجب النظر إلى مدى ضعف مراكز إمداد القوات الأوكرانية مقارنة بالمراكز الروسية، وافتقار كييف إلى القدرة على إتلاف خطوط الإمداد الروسية بشكل منهجي، كما نشهد النجاحات التكتيكية للقوات الروسية على خط التماس.
أوكرانيا و”النصر للنهائي”
في المقابل، يرجح عومكن بورفات، المتخصص في السياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أنه مع بداية دخول الحرب عامها الثاني، ستبدأ معارك حقيقية لـ”تحرير” الأراضي التي ضمتها موسكو مؤخرا، مستندا في ذلك على:
- محاولات كييف المستميتة للحصول على المعدات والأسلحة النوعية من الناتو في أسرع وقت قبل نهاية الشتاء.
- التوافق الألماني الأميركي الأخير على إرسال الدبابات الثقيلة لأوكرانيا يؤكد تخطى الغرب لحالة الانقسام حول الدعم المقدم لكييف، والذي يقلق موسكو بالفعل التي توعدت برلين بلهجة حادة.
وعقب الإعلان الأميركي الخاص بشحنة الدبابات لكييف، أكدت موسكو أن العالم بات أمام تهديد باندلاع حرب عالمية ثالثة، ودعا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف، قادة الولايات المتحدة وألمانيا لوقف دقات عقارب الساعات النووية.
ومن جانبه، رحّب زيلينسكي، بقرار نظيره الأميركي جو بايدن بتزويد كييف بدبابات أبرامز، معتبرا حصول بلاده عليها خطوة مهمّة لتحقيق “النصر النهائي”.