ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اشتدت الحرب المعلوماتية والدعائية بين موسكو وكييف ومن يدعمها من الدول الغربية في الآونة الأخيرة.
وشددت الحكومات الأوروبية الضوابط على ما أسمته “المعلومات المضللة الروسية”، وحظرت منافذ الدولة مثل قناتي روسيا اليوم “آر تي” و”سبوتنيك” من البث، ونفذت مجموعة من القيود للحد من وصول نفوذ موسكو الإعلامي.
في السياق، يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، سولونوف بلافريف، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- موسكو تجيد تشكيل وعي العديد من القطاعات الجماهيرية والشعبوية في دول كثيرة حول العالم.
- وزارة المالية الروسية في الفترة من يناير حتى مارس 2022، خصصت ما يقرب من 296 مليون دولار لوسائل الإعلام الحكومية، لتجاوز القيود الغربية عبر الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل.
مكاسب كبيرة
النجاحات الروسية في مجال الحرب المعلوماتية، في الفترات الماضية، ليست من فراغ، حيث يؤكد بلافريف، أن منافذ الدعاية الروسية تواجه الآن وقتًا أصعب للوصول إلى الدول الأوروبية، إلا أنها لا تزال تحقق مكاسب كبيرة في تعزيز موقف الكرملين.
وسرد سولونوف بلافريف، العديد من المكاسب الروسية في مجال الإعلام خلال الفترة الماضية:
- إظهار حقيقة أن موسكو ليست سببا في أزمة حبوب أو مجاعة عالمية.
- نجح الإعلام الروسي في إظهار المعارك وسير العملية العسكرية دون أي خداع.
- إبراز الانتصارات التي حققها الجيش الروسي وتسليط الضوء على قوة سلاح موسكو.
يعزز نجاحات روسيا دعائيا أيضا، بعد أن أظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة “غالوب” للجمهور في 27 دولة إفريقية أن 42 في المئة من المستجيبين كانت لديهم آراء إيجابية عن روسيا بشكل عام والرئيس فلاديمير بوتين على وجه الخصوص، في حين أن 27 في المئة إما لم يعرفوا أو رفضوا ببساطة الإجابة عن السؤال.
نموذج الدعاية الروسية
يرى الباحث المتخصص في الشأن الدولي، أحمد سلطان، أن روسيا تمتلك نموذجها الخاص في الحرب الإعلامية والمعلوماتية بوجه عام يعود لحقبة الاتحاد السوفياتي ومرحلة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وما قبلها، والمعروفة بالدعاية المضللة أو “خرطوم الأباطيل”، وهو نموذج عتيد يعتد به في مجال الدعاية ضد الأعداء أو الدعاية المضللة بوجه عام.
ويقول أحمد سلطان، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- موسكو أنشأت قنوات تلفزيونية ولجان إلكترونية ضخمة تبث أفكار الدولة الروسية وتروج لأهدافها بثبات في العالم السيبراني عبر القارات الست، لا سيما أوروبا وإفريقيا وآسيا خلال السنوات الأخيرة، وهي جزء من الحملات الإعلامية لدعاية روسيا الممنهجة.
- يتفوق الجانب الروسي على الغرب وعلى أوكرانيا بشكل كبير في هذا المضمار من العمل الإعلامي الدعائي.
- تخفق موسكو في الفضاء السيبراني فقط أمام كييف وداعميها من دول الغرب بقيادة أميركا.
- خصصت الدعاية الغربية منصاتها وقنواتها لخدمة الجانب الأوكراني في حرب أوكرانيا في المقام الأول.
- مصادر غربية عديدة تعترف بأن موسكو انتصرت في الحرب الدعائية، لا سيما أنها تجيد الترويج لانتصاراتها العسكرية في بعض المناطق.