وأخذ الخلاف بين الجانبين أبعادا جديدة بعد حرق المصحف من قبل سياسي سويدي متطرف أمام سفارة أنقرة في ستوكهولم.
كما قام متظاهرون في السويد أيضا بشنق دمية على هيئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما دفع أنقرة لاستدعاء سفير السويد والتنديد بالواقعة.
وفي أعقاب العملية الروسية العسكرية بأوكرانيا، تقدمت السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، غير أن الموقف التركي عرقل تلك المساعي حيث يشترط الناتو موافقة جميع الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف لإضافة أعضاء جدد.
اتفاق وانفراجة ثم توتر
- في 2022، وقعت السويد وفنلندا اتفاقا مع تركيا في عام 2022 بهدف معالجة أوجه الاعتراض لدى تركيا على عضويتهما في الحلف.
- شهد يونيو انفراجة حيث قالت الرئاسة التركية إن الرئيس أردوغان حصل على ما وصفته بـ”تعاون كامل” من السويد وفنلندا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وأتباعهم.
- أنقرة أكدت أن فنلندا والسويد ستحظران نشاطات التجنيد وجمع الأموال للمسلحين الأكراد وكذلك حظر الدعاية الإرهابية ضد تركيا، كما تعهدتا بإظهار التضامن والدعم مع أنقرة في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله، كما قبلتا بعدم فرض قيود على الصناعات الدفاعية.
- ديسمبر الماضي، عبرت تركيا عن خيبة أملها من قرار محكمة سويدية عليا بوقف طلب تسليم صحفي من أنصار رجل الدين فتح الله غولن الذي تحمله تركيا المسؤولية عن محاولة انقلاب فاشلة في 2016.
- جاءت واقعة حرق المصحف الأسبوع الماضي أمام سفارة أنقرة لتفاقم الأزمة بين الجانبين.
- اشترط الرئيس التركي على السويد تسليم 130 مطلوبا إلى أنقرة حتى تصادق على عضويتها في الحلف العسكري.
- رئيس الوزراء السويدي قال إن بلاده واثقة من أن أنقرة ستوافق على طلبها عضوية الناتو، لكنه أوضح أنه لا يمكنها تلبية جميع الشروط التي تضعها أنقرة لدعم الطلب.
- في مقطع مصور، قال أردوغان إن تركيا قد توافق على انضمام فنلندا فقط، مضيفا لمجموعة من الشباب بمحافظة بيلجيك: ” يمكننا إرسال رسالة مختلفة عن فنلندا إذا لزم الأمر، ستصاب ستوكهولم بالصدمة عندما نعطي رسالة مختلفة عن هلسنكي”.
وحول أسباب التوتر بين تركيا والسويد، قال الخبير المصري المختص بالشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات، كرم سعيد لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- تركيا تسعى إلى الحصول على أكبر المكاسب من وراء هذه العضوية أولها توظيف حاجة الناتو إلى التوسع شرقا في مناطق النفوذ الروسي والرغبة القوية لانضمام فنلندا والسويد في تحييد القضايا الخلافية مع القوى الغربية وعلى رأسها أميركا وأوروبا لتمرير بعض المصالح سواء المتعلقة بالأمور التجارية أو عضوية أوروبا في الاتحاد الأوروبي أو تخفيف حدة الانتقادات للشأن الداخلي في بلاده.
- الضغط على السويد للاستفادة من حاجتها لموافقة تركيا من أجل الانضمام للناتو عبر تسليم عدد من المطلوبين الأكراد المقيمين هناك وكذلك بعض المحسوبين على حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابيا.
- الرئيس التركي أيضا يوظف هذه المسألة في الداخل حيث إن البلاد مقبلة على انتخابات في مايو المقبل وبالتالي ظهور معارضة تركيا لقبول عضوية السويد يظهر أنقرة كقوة دولية ورئيسية بالناتو قادرة على فرض شروطها على المجتمع الدولي وبالتالي يساهم في تحسين القواعد الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.
وردا على سؤال حول أسباب التعنت مع السويد وليس فنلندا، أوضح المحلل المختص بالشأن التركي:
- الأزمة بين الجانبين معقدة ومتجذرة حيث كانت هناك مطالب تركية بتسليم بعض العناصر الكردية لكن السويد لم تسلم سوى عدد قليل جدا بدعوى أن القوانين في البلاد تمنع ذلك.
- تركيا طلبت من السويد تعديل القوانين المتعلقة بتسليم المطلوبين لدول أخرى لكن ستوكهولم رفضت ذلك وتحججت بأن هذه الأمر غير دستوري.
- هناك دعم مالي وعسكري من السويد لقوات سوريا الديمقراطية وتعاون مع قياداتها وهو ما ترفضه تركيا.
- بعد قيام تركيا بعملية نبع السلام في شمال سوريا 2019، أدانتها بشدة السويد وقامت بحظر توريد أسلحة ومعدات حربية متقدمة لتركيا.