وتعليقا على تحقيق استقصائي نشره هيرش على مدونته الأربعاء والذي يؤكد تورط الولايات المتحدة في تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا البيت الأبيض بالتعليق على “الحقائق” التي تم عرضها.
- وقالت زاخاروفا في منشور على حسابها على تلغرام، لخصت فيه الدلائل التي قدمها هيرش بشأن تورط الولايات المتحدة: “على البيت الأبيض الآن التعليق على كل هذه الحقائق”.
- وأضافت: “لقد أعربنا مرارا عن موقف روسيا من مشاركة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الذين لم يخفيا ذلك، وكانا متباهين أمام العالم كله بنيتهما تدمير البنية التحتية المدنية.”
- وبحسب موقع روسيا اليوم بالعربية، فقد لفتت زاخاروفا إلى أن روسيا لاحظت على الدوام إحجام الدنمارك وألمانيا والسويد عن إجراء تحقيق مفتوح ومعارضة مشاركة موسكو فيه “على الرغم من أن روسيا الاتحادية تكبّدت تكاليف باهظة”.
من جانبه، أكد أمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الرجل الثاني في روسيا، أنه لا يملك أي معلومات حول من نفذ تفجيرات نورد ستريم. ونقل موقع روسيا اليوم بالعربية عن باتروشيف القول: “في حال ذكروا ذلك، يمكنكم أن تسألوهم. أنا لا أعرف من نسفها”.
رد أميركي مقتضب
في واشنطن، رد البيت الأبيض على الاتهامات التي أوردها الصحفي الأميركي بالقول، إن رواية هيرش “وهمية تماما ومن وحي الخيال”.
تحقيق هيرش بالدلائل
ويعرف سيمور هيرش بمقالاته عن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة في فيتنام وفي العراق، وخاصة تلك المتعلقة بالتعذيب في سجن أبو غريب سيء الذكر، حيث تمكن من الحصول على معلومات حول العملية من مصدر لم يذكر اسمه كان متورطا بشكل مباشر في الإعداد لعملية التفجير.
وفي تحقيق مطول، أكد سيمور هيرش، الحائز على جائزة بوليتزر في الصحافة في مدونته أن الحادثة جاءت في إطار عملية غاية في السرية قامت بتنفيذها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بتوجيهات من إدارة بايدن.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية نقلا عن تحقيق سيمور هيرش أن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بتفجير نورد ستريم جاء بعد 9 شهور من المباحثات السرية للغاية مع أجهزة الأمن الأميركية، والتي تمحورت بشكل رئيسي حول آليات تنفيذ عملية التفجير بشكل سري من دون ترك أي دليل يشير إلى الجهة التي قامت بتنفيذها.
في فبراير 2022، وقبل أسابيع فقط من بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وخلال بحث العقوبات المحتملة ضد موسكو، حذر بايدن موسكو بالقول: “إذا غزت روسيا (..) فلن يكون هناك نورد ستريم 2. سننهي ذلك.”
يذكر مصدر سيمور هيرش الذي لم يكشف عن هويته، إنه بسبب تهديد الرئيس، فإن تدمير خط الأنابيب نور ستريم “لم يعد من الممكن اعتباره خيارًا سريًا لأن الرئيس بايدن أعلن للتو أننا نعرف كيف نفعل ذلك”.
أياد نرويجية خفية
- يقول هيرش في تحقيقه أن فريق غوص أميركي، من مركز الغوص والإنقاذ التابع للبحرية الأميركية، قام بزرع ألغام على طول خط أنابيب نورد ستريم تحت غطاء تمرينات عسكرية لحلف الناتو في دول البلطيق “BALTOPS 22” التي جرت ما بين 5 – 17 يونيو 2022 قبالة السواحل الألمانية وتمت عملية التفجير بأياد نرويجية في وقت لاحق من تلك التدريبات في سبتمبر من العام ذاته.
- ويضيف هيرش إنه لربما كان للنرويجيين مصالح من تنفيذ عملية التفجير. فتدمير نورد ستريم – إذا تمكن الأميركيون من تنفيذه – سيسمح للنرويج ببيع المزيد من غازها الطبيعي إلى أوروبا).
- عملية التفجير
- يقول هيرش: “في وقت ما في شهر مارس، سافر عدد قليل من أعضاء فريق الغوص الأميركي إلى النرويج ولقاء عناصر من الخدمة السرية والبحرية النرويجية. وكان أحد الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالعملية هو أفضل موقع لزرع المتفجرات من نوع C4.”
- “سيكون ذلك الموقع ضمن نطاق إمكانيات غوص الغواصين النرويجيين، سيكون العمل شاقًا ومستهلكًا للوقت وخطيرًا، لكن المياه قبالة بورنهولم كانت لها ميزة أخرى: لم تكن هناك تيارات مدية بحرية كبيرة، الأمر الذي كان سيجعل مهمة الغوص أكثر صعوبة.
- وأوضح الصحفي الأميركي، أن “طائرة تابعة للبحرية النرويجية أسقطت عوامة “سونار” في 26 سبتمبر الماضي لتفعيل المتفجرات”، مضيفا أن “القوات البحرية النرويجية كانت سريعة في العثور على المكان الصحيح لمواقع الانفجار، في المياه الضحلة على بعد أميال قليلة من جزيرة بورنهولم في الدنمارك. . . “
- وكان محققون من السويد والدنمارك – حيث وقعت الانفجارات في منطقتيهما الاقتصادية الخالصة – أكدوا إن الحادثة كانت نتيجة عملية تخريب، حيث عثر المحققون السويديون على آثار متفجرات على الأنابيب، إلا أن التحقيقات لم تحدد من المسؤول عن الحادثة.
وتفجيرات خطوط أنابيب نورد ستريم، هي سلسلة من 4 تفجيرات ضربت خطوط أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، ونتج عنها تسريب كبير للغاز في بحر البلطيق امتد ما بين 26 و29 سبتمبر 2022.
وتزامنت التفجيرات التي تعرضت لها خطوط أنابيب نورد ستريم مع افتتاح بولندا والنرويج لخط أنابيب البلطيق، وهو مشروع استراتيجي لنقل الغاز النرويجي من بحر الشمال إلى أوروبا عبر الدنمارك، يُعمل على أن يحل محل خطوط أنابيب نورد ستريم الروسية.