ولم يسهب زيلينسكي في تفاصيل بشأن التعهدات، ولم يرد تأكيد على الفور من أي دولة أوروبية. لكن تصريحاته جاءت وسط مؤشرات خلال جولة أوروبية على أن هناك دولا تقترب من رفع أحد المحرمات الرئيسية في المساعدات العسكرية لكييف منذ بداية العملية العسكرية الروسية العام الماضي.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي: “ستظل أوروبا معنا حتى يتحقق لنا النصر. سمعت من عدد من الزعماء الأوروبيين… عن الاستعداد لتزويدنا بما يلزمنا من الأسلحة والدعم بما في ذلك الطائرات”.
وأضاف: “أجري حاليا عددا من المحادثات الثنائية، سنقوم بإثارة قضية الطائرات المقاتلة والطائرات الأخرى”.
ونشر أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، على وسائل التواصل الاجتماعي أن مسألة الأسلحة بعيدة المدى والطائرات المقاتلة لأوكرانيا “تم حلها” وأن التفاصيل ستأتي لاحقا. لكنه عدل التدوينة بعد ذلك ليجعلها أقل تأكيدا، وغير الصياغة ليقول إن المشكلة “قد يتم حلها”.
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني للتلفزيون الأوكراني: “نجري محادثات مكثفة للغاية. سنحصل قريبا على تفاهم لوجستي عن متى وأين وكيف يمكننا الحصول على الأدوات (الطائرات والأسلحة بعيدة المدى) بالإضافة إلى معدات مدرعة”.
ورفضت الدول الغربية التي زودت أوكرانيا بالأسلحة حتى الآن إرسال طائرات مقاتلة أو أسلحة بعيدة المدى قادرة على ضرب أعماق روسيا.
لكن الفكر بدأ يتغير فيما يبدو خلال جولة زيلينسكي الأوروبية، التي بدأت أمس الأربعاء بلقاء في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ثم عشاء في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
ووعد سوناك بتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات مقاتلة متقدمة لحلف شمال الأطلسي. ولم يعرض رئيس الوزراء البريطاني تزويد أوكرانيا بالطائرات، لكنه قال إنه لا يوجد شيء غير مطروح على الطاولة.
وقال زيلينسكي إن بعض ما وعده به ماكرون وشولتس في باريس “ما يزال سرا”.
وقال “هناك اتفاقات معينة ليست معلنة لكنها إيجابية. لا أريدأن أجعل روسيا الاتحادية التي تهددنا باستمرار باعتداءات جديدة فيوضع استعداد”.
ودعا زيلينسكي، في كلمته أمام قمة زعماء الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، إلى تشديد العقوبات على موسكو ومعاقبة القادة الروس المسؤولين عن إضرام نار الحرب.
وذكر: “أنا ممتن لكم جميعا يا من تقدمون المساعدة، وممتن لكل من يفهم مدى حاجة أوكرانيا في الوقت الحالي لهذه القدرات. نحن بحاجة إلى أسلحة مدفعية، وقذائف لها، ودبابات حديثة، وصواريخ بعيدة المدى، وطائرات حديثة”.
وكشف ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الأوكرانيين هم الذين سيعانون إذا أرسلت بريطانيا أو دول غربية أخرى طائرات مقاتلة إلى كييف، وإن الخط الفاصل بين التدخل الغربي غير المباشر والمباشر في الحرب يتلاشى.
وأضاف بيسكوف أن مثل هذه الإجراءات “تؤدي إلى تصعيد التوتر وإطالة أمد الصراع وتجعل الصراع أكثر إيلاما لأوكرانيا”.
من جهته، أوضح شارل ميشيل الذي ترأس القمة إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تقديم “القدر الأقصى” من الدعم لأوكرانيا، موضحا “نتفهم أن الأسابيع والاشهر القادمة ستكون لها أهمية بالغة”.
وأضاف ميشيل: “المدفعية والذخائر وأنظمة الدفاع… لقد أخبرتنا بالضبط بما تحتاجه وما تحتاجه الآن”.
طلب بدء محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي
وقدمت أوكرانيا طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أيام من شن روسيا عمليتها العسكرية العام الماضي، وتريد الآن أن تبدأ محادثات العضوية الرسمية في غضون أشهر. وقال مسؤول أوكراني إن كييف “متأكدة تماما من إمكانية اتخاذ قرار بدء مفاوضات الانضمام هذا العام”.
وترغب بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في إعطاء أوكرانيا دفعة معنوية تتأتى من بدء المحادثات بسرعة. لكن أعضاء آخرين كانوا أكثر حذرا، مؤكدين أن الأعضاء المحتملين يجب عليهم استيفاء شروط مثل قمع الفساد قبل بدء المحادثات.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تقدم القوات الروسية لأول مرة منذ نصف عام، معززة بعشرات الآلاف من المجندين الجدد، في معارك شتوية لاهوادة فيها يصفها الجانبان بأنها من أكثر الحروب دموية.
وتقول كييف إنها تتوقع أن توسع موسكو نطاق هذا الهجوم بدفعة كبيرة مع اقتراب الذكرى السنوية للعملية العسكرية، التي بدأت في 24 فبراير.