ويرجع خبير متخصص في الشأن الأميركي، خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” ما وصفها بالاستفزازات الأميركية للصين، إلى أن واشنطن انتقلت من مرحلة سياسة “الغموض الاستراتيجي” إلى “الوضوح الاستراتيجي” في علاقتها بالصين، والتي تعني كشفا أوضحَ للعداء.
وقال بايدن، خلال لقاء على قناة “بي بي إس” مساء الأربعاء، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ يواجه “مشاكل هائلة” لا سيما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، مؤكدا أن منصب شي لا يمكن أن يقبله أحد من قادة العالم خلال الوقت الراهن.
وأضاف: “أوجدوا لي زعيما عالميا واحدا على استعداد لتبادل منصبه مع شي جين بينغ.. لا أجد أحدا”.
وأثارت هذه التصريحات موجة جديدة من التوتر بين الولايات المتحدة والصين التي وصفتها بـ”اللا مسؤولة”.
تخلي عن سياسة قديمة
ويرى الخبير المتخصص في الشأن الأميركي بمركز الأهرام للدراسات، أحمد سيد أحمد، أن تصريحات بايدن تأتي في إطار المكايدة السياسية والمناكفة المتواصلة بين البلدين.
ويتوقع أحمد أن جملة الاحتكاكات الأميركية من هذا النوع تستهدف رفع منسوب التوتر مع الصين إلى مستوى غير مسبوق من خلال الممارسات الاستفزازية أو الإدلاء بتصريحات تتسم بالتصعيد، وتنطوي على التهديد.
يعني هذا، وفقا للمحلل السياسي، تخلي الجانب الأميركي عن سياسته المعهودة تجاه الصين وتايوان، والتي اتسمت بـ”الغموض الاستراتيجي”، رغم نفي البيت الأبيض مرارا أن الولايات المتحدة تخلت عن هذه السياسة، إلا أن واقع تحركات واشنطن يؤكد أنها انتقلت من مرحلة الغموض إلى “الوضوح الاستراتيجي”.
هدف “الوضوح الاستراتيجي”
أما عن دوافع واشنطن لهذه الخطوة، فيرى أحمد أن سياسة التصعيد تستهدف:
- ردع نفوذ الصين الذي يتنامى إلى حد يقلق واشنطن.
- تطويق القوة العسكرية للصين بعد تكثيف تدريباتها المشتركة في منطقة بحر تايوان في الفترة الماضية.
- السياسة المتبعة من الإدارة الأميركية في الوقت الراهن محاولة لاستفزاز الصين، وربما تكرار السيناريو الروسي الأوكراني، بهدف إرباك بكين، وأيضا “تحجيم النفوذ الروسي والصيني”.
- الولايات المتحدة لا ترغب في تطبيق نظام متعدد الأقطاب، الذي تسعى الصين وروسيا إلى إقراره، بعد سنوات من هيمنة الولايات المتحدة على العالم في نظام أحادي القطب؛ لذلك ستحاول بشكل كبير استفزاز الصين وجرها لمنطقة الصراع.