فقد أتاحت هذه الهواتف ومن خلال التطبيقات المتوافرة عليها، فرصة للعديد من الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض، لإمكانية طلب النجدة ونقل واقعهم ومعاناتهم للعالم أجمع، وهذا ما أعطى صورة لما يمكن للتكنولوجيا المساهمة بفعله بعد حدوث الكوارث الطبيعية.
فائدة التمسك بالهاتف
ويقول المحلل التقني هشام الناطور في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الهاتف الذكي ليس مجرد أداة للتواصل، بل أيضاً قوة منقذة للحياة في أوقات الكوارث، حيث أنه لولا هذه الهواتف وتطبيقات التواصل المتوافرة عليها، لكان العديد من المصابين المحاصرين قد لقوا حتفهم دون علم أحد بهم.
وأشار إلى أن تعلق وتمسك المستخدمين بهواتفهم وعدم مفارقتها لأيديهم في الأوقات العادية، ساهم بجعلها موجودة بين أيديهم عند حصول الزلزال لتتحول بعدها إلى أداة انقاذ.
وبحسب الناطور، فإن التواصل السريع في أوقات الكوارث، يعتبر من أهم أشكال المساعدات، وهذا ما ساهمت بفعله الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، التي قامت بتوصيل المعلومات بشكل فائق السرعة وبالوقت الفعلي، في حين تحول بعض رواد مواقع التواصل، إلى متطوعين ساهموا بنشر المعلومات على نطاق واسع، وإيصالها للجهة القادرة على المساعدة على الأرض، مشيراً الى أن أكثر جهاز تقني يمكن أن يساعد المستخدمين في أوقات الشدة هو الهاتف الذكي، نظراً لتوافره بين أيدي معظم الناس مقارنة بغيره من الأجهزة الذكية.
الهاتف يلعب دور الدليل
ويشرح الناطور أن الهاتف الذكي لعب دور المرشد بالنسبة لوكالات الاغاثة، فمكّنها من تحديد أماكن تواجد بعض المحاصرين ومتابعتهم للوصول الى أماكن تواجدهم، في حين أتاحت خدمات البث المباشر والمراسلة المتوفرة في تطبيقات التواصل الاجتماعي إمكانية طلب النجدة وايصال الصورة الحقيقية، لحالة طالب المساعدة، داعياً الى تخيل كيف سيكون الوضع في حال كان أحد هؤلاء الأشخاص المحاصرين تحت أطنان من الخرسانة دون هاتف ذكي.
من جهتها، تقول أخصائية التطبيقات الهاتفية والتسويق الرقمي دادي جعجع في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية، إنه لطالما اعتبر الطعام والماء من أهم الموارد الحيوية التي يحتاجها البشر، للبقاء على قيد الحياة خلال الكوارث، ولكن بعد الأحداث الأخيرة يمكن إضافة التكنولوجيا الى هذه العوامل، نظراً لمساهمتها في جهود الإغاثة وتمهيدها الطريق لمعونة أشخاص، لم يكن أحد يدري انهم أحياء، مشيرة الى أن التكنولوجياً التي تتجسد في الهاتف الذكي والتطبيقات المتوفرة عليه، أعطت الأمل لمن كانت حظوظه شبه معدومة بالبقاء على قيد الحياة.
دور مساند وإنقاذي
وأكدت جعجع أن دور تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، لم يقتصر فقط على مساعدة المحاصرين تحت الأنقاض، حيث تحولت مواقع فيسبوك وواتساب وانستغرام وتيك توك من منصات لنشر الصور الشخصية والفيديوهات المسلية، الى أداة قيمة تحث على تقديم المساعدة الطبية والعينية والتبرع، وترشد من يريد المساعدة الى الأماكن الصحيحة لذلك، ما يدل على الدور المساند والإنقاذي الذي يمكن أن تلعبه هذه المنصات في أوقات الشدة.
وبحسب دادي جعجع، فإن وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية أحدثت ثورة في الاتصال أثناء الكوارث، ولكن مع ذلك، فإنه يمكن للشركات المصنعة للهواتف، أن تزيد من امكانيات هذه الأجهزة للعمل كأدوات تحويلية في الحالات الطارئة.