ويتوقع باحثون سياسيون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) أصبحت وشيكة للغاية، ويرى البعض أن اندفاع روسيا الحالي فرصة سانحة لاستنزاف موسكو عسكريا واقتصاديا من جانب واشنطن.
وقال رئيس هيئة الأركان في الجيش الأوكراني إن الصواريخ حلقت فوق رومانيا أيضا، وهو ادعاء نفته بوخارست، لكن كرره لاحقا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
هجوم روسي وصدام أوروبي
بدأت روسيا مؤخرا موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على البنية التحتية الحيوية بأوكرانيا، وبحسب مسؤولون محليون إن ما لا يقل عن 17 صاروخا أصابت مدينة زابوريجيا جنوب شرق البلاد في ساعة واحدة، كما هزت 3 انفجارات على الأقل كييف والمنطقة المحيطة بها.
وأعلنت مولدوفا أنها ستستدعي سفير روسيا لديها بعد أن أعلنت كيشيناو أن صاروخا عبر مجال الجمهورية السوفيتية السابقة.
ويرى خبير السياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية نعومكن بورفات، أن روسيا “تستبيح مولدوفا وستعمل على دخولها في بنك أهدافها”.
وأشار بورفات إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي، بأن هناك أهدافا أخرى بعد أوكرانيا منها مولدوفا، معتبرا إياها “رسالة للغرب بأن الصراع لن يتوقف، وتهديدا للولايات المتحدة حتى لا تتمادى في إرسال دعم عسكري وتعزيزات وعتاد لأوكرانيا”.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، توقع بورفات اجتياح روسي لمولدوفا “لكن ليس الآن”، لعدة أسباب:
• جبهة كييف لا تزال مفتوحة على مصراعيها أمام سياسات “الكر والفر” القتالية وتبادل الضربات والقصف.
• القوات الروسية تريد أن تؤمن مواقعها داخل أراضي أوكرانيا بعيدا عن متناول أي قصف بعيد المدى للعمق الروسي، مع اقتراب أسلحة غربية فتاكة وفعالة وذات مدى بعيد.
• إعلان مولدوفا رغبة الانضمام لحلف “الناتو”، وهو نفسه أحد أسباب الخلاف مع أوكرانيا، نظرًا لأن مولدوفا تقع بين رومانيا وأوكرانيا وتعتبر موسكو موقعها امتدادا لأمن روسيا القومي.
تحركات مولدوفا تقلق موسكو
في الأسبوع الأخير من ديسمبر الماضي، أبدى مسؤولون مولدوفيون رغبتهم بتعزيز القدرة الدفاعية والحصول على أسلحة، بينما حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن خطط حلف الناتو بإمداد الأسلحة إلى مولدوفا “كارثة حقيقية”.
في السياق ذاته يقول الباحث الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن تكثيف التعاون بين مولدوفا وبلدان الناتو في المجالين العسكري والعسكري التقني “عامل يقوض أمن مولدوفا نفسها إلى حد كبير، لأن موسكو لن تقف كالمتفرج على نافذة أخرى تجلب عليها رياح الغرب المقلقة”.
وفند ديميتري فيكتوروفيتش الأسباب التي تزيد التوقعات من عملية روسية جديدة في مولدوفا على غرار ما يحدث في أوكرانيا، وهي حسب رأيه:
• مولدوفا وأوكرانيا كانتا جزءا من الاتحاد السوفيتي حتى حل الرئيس ميخائيل غورباتشوف الدولة الشيوعية مترامية الأطراف في تسعينيات القرن الماضي (1991).
• كلما زاد الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا اتسعت رقعة الاجتياح الروسي (في إشارة إلى مولدوفا).
• تعداد مولدوفا لا يتجاوز 3 ملايين نسمة، مما يجعها هدفا سهلا لتأمين العمق الروسي ونقله إلى الأمام.
• تعتمد الدولة الصغيرة بشكل رئيسي على واردات الغاز الروسي.
• لا تمتلك مولدوفا خبرات قتالية كبيرة، وجيشها لا يمثل تحديا كبيرا للروس.