بالماس.. منتجو أفريقيا يحاولون تغيير الواقع المرير

1


وفي الواقع؛ أحدثت عائدات الماس انعكاسات إيجابية كبيرة على حياة الناس في دول منتجة مثل بتسوانا في جنوب القارة؛ لكن السكان المحليون في بلدان أخرى مثل سيراليون وليبيريا في الغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الشرق يشعرون بمرارة شديدة؛ في ظل تدني مستوى البنيات التحتية والخدمات الصحية والتعليمية.

ووسط اتهامات مستمرة لحكومات البلدان المنتجة بعقد صفقات فاسدة مكنت الشركات العالمية الكبرى من الاستيلاء على الحصص الأكبر من عائدات الماس المليارية دون الاهتمام بتحسين حياة السكان المحليين؛ هدد رئيس بوتسوانا موكجويتسي ماسيسي؛ الأحد؛ من أن بلاده ستقطع علاقتها مع عملاق الماس “دي بيرز” التي تسيطر حاليا على 75 بالمئة من مبيعات إنتاج البلاد من الماس البالغ 20 مليون قيراط سنويا؛ إذا لم توافق على تعديل صيغة الشراكة القائمة بينهما منذ أكثر من 6 عقود.

ودعا ماسيسي؛ الذي تعتبر بلاده ثاني أكبر منتج للماس في العالم؛ شعبه للوقوف خلف حكومته من أجل التوصل إلى صفقة أفضل مع “دي بيرز” التي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة البريطانية لندن.

وقال ماسيسي؛ أمام تجمع شعبي على بعد 40 كيلومترا من العاصمة جابورون؛ “الآن حصلنا على نظرة ثاقبة حول كيفية عمل سوق الماس واكتشفنا أننا كنا نتلقى أقل مما ينبغي أن نحصل عليه”.

ووفقا لجويل كونابو المدبر المشارك في مركز “آي أن كي” للأبحاث والصحافة الاستقصائية في العاصمة البتسوانية؛ فإن انعكاس ثروة الماس على السكان في بوتسوانا يظهر من التحسن الكبير الذي طرأ على مستويات معيشة الناس العاديين في المناطق الريفية وتوفر خدمات الصحة والتعليم.

ويقول كونابو لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الماس يساهم بأكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي وتستخدم أمواله بشكل واسع في التنمية الوطنية وتطوير البنية التحتية.

ويشير كونابو إلى أن قطاع استخراج الماس وباعتباره أكبر القطاعات الاقتصادية في البلاد يستوعب 30 في المئة من الوظائف في مختلف المجالات المرتبطة به بما في ذلك الاستخراج والتصنيع والتجارة.

في الجانب الآخر؛ لا يزال تأثير عائدات الماس الضخمة ضعيفا جدا على السكان المحليين والتنمية في سبراليون وليبيريا والكنغو الديمقراطية؛ التي يعيش ثلثا سكانها على أقل من 2.15 دولار في اليوم.

ويعبر سيسي ابراهيما؛ الذي يسكن مع أبنائه التسع في منزل مبني بالمواد المحلية البسيطة في أحد أطراف العاصمة السيراليونية فريتاون عن حالة الفقر التي يعيشها هو وعشرات الآلاف من السكان المحليين الذين يعملون في مناجم إنتاج الماس المتفرقة في البلاد؛ بالقول “عدت للتو لمنزلي بعد 40 يوما قضيتها في أحد مواقع استخراج الماس في منطقة كونو التي تبعد عن العاصمة بنحو 361 كيلومترا.

وأضاف: لقد نجحت مع أكثر من 120 عاملا معي في استخرج 3 ماسات متوسطة الحجم تقدر قيمتها بملايين الدولارات لكن كل ما جنيته من أجر خلال الأربعين يوما لا يتعدى 6 ملايين ليون “نحو 300 دولار أميركي”.

ويضيف ابراهيما لموقع “سكاي نيوز عربية”: “تعاني العاصمة والمدن السيراليونية الأخرى من تدهور الخدمات الصحية والتعليمية وبالكاد نحصل على إمدادات كافية من الكهرباء والمياه او الاحتياجات الغذائية رغم أن بلادنا تصدر ما قيمته مليارات الدولارات من الماس”.

ومثل ابراهيما يعيشون 70 بالمئة من سكان سيراليون البالغ عددهم نحو 8 ملايين نسمة في فقر مدقع؛ بعد أن حطمت الحرب الأهلية الدموية التي استمرت 13 عاما من1991 وحتى 2002؛ أكثر من 90 بالمئة من بنية البلاد التحتية.

ويشدد آبو بريمة مدير شبكة العدالة والتنمية التي تراقب حقوق العاملين في مجال التعدين في سبراليون على ضرورة أن تعمل حكومات البلدان الأفريقية على انتهاج سياسات تضمن تحقيق أكبر فائدة ممكنة من عائدات الماس.

ويقول بريمة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن المنتجين الحقيقيين لا يحصلون إلا على الفتات؛ ويفتقدون إلى أبسط الخدمات رغم الثروات الضخمة التي تجنيها البلدان المنتجة للماس.

ويضيف: “لم تنعكس عائدات الماس على السكان في سيراليون وفي الكثير من البلدان الأفريقية الأخرى حيث لا تتناسب مستويات التنمية والخدمات مع ما تمتلكه البلدان الأفريقية من ثروات”.

حقائق مهمة

  • 120 مليون قيراط سنويا متوسط الإنتاج العالمي من الماس وتهيمن بلدان أفريقيا على 7 مراكز في قائمة المنتجين العشر الكبار.
  • 60 بالمئة من الماس المتداول في الأسواق العالمية يأتي عبر شركة دي بيرز التي بدأت نشاطها في أفريقيا منذ العام 1870.
  • 3106 قيراط حجم أكبر ماسة تم اكتشافها على الإطلاق وهي ماسة كولينان التي تم العثور عليها في جنوب إفريقيا في عام 1905.