“فاغنر” تتقدم..معادلة المعارك تختل قبل هجوم الربيع بأوكرانيا

3


وأكد قائد مجموعة “فاغنر”، يفجيني بريغوجين، هذا التقدم بقوله: “رغم المعارك الدامية والخسائر، سيطر رجالنا على بلدة باراسكوفييفكا بشكل كامل”.

وفي الوقت نفسه، انتقد بريغوجين تحركات جيش بلاده، ووصفها بأنها “بيروقراطية عسكرية رهيبة”.

وبحسب خبراء عسكريين، يُعد التقدم الجديد لقوات “فاغنر” في البلدة الواقعة شمال باخموت، “استراتيجية من حيث التوقيت والأهمية الاستراتيجية، نحو السيطرة على حوض دونيتسك ودونباس بالكامل قبل معركة الربيع المرتقبة بين الجانبين”.

“مزيد من السقوط الأوكراني”

وتعليقا على هذه الأحداث، يرى الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، فوروجتسوف ستاريكوف، أن “الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من السقوط الأوكراني”.

ويوضح الأسباب في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، بالقول:

  • “استراتيجية موسكو تعتمد الآن على قطع طرق الإمدادات وليس كسب مزيدا من الأراضي كما حدث في الأشهر الأولى من العملية العسكرية، وتبعها بعد ذلك انسحاب من مناطق استراتيجية مثل خيرسون وزابوريجيا ودونباس أيضا”.
  • “هذه الاستراتيجية هي ما نفذتها فاغنر بالفعل خلال الأشهر الماضية، وهي قطع طرق الإمداد الرئيسية ثم فرض حصار، وبالتالي يصبح سقوط المدن مسألة توقيت فقط دون تكلفة أو استنزاف عسكري في الموارد والجنود”.
  • “بالسيطرة على باراسكوفيفكا، تكون موسكو قد أحكمت قبضتها على جميع طرق الإمدادات الغربية لكييف في محور دونباس ودونيتسك بالكامل”.
  • “هذا يعد انتصارا أكبر من سقوط باخموت، التي أمامها أسابيع لحين انتهاء المخزون المتواجد مع القوات الأوكرانية المحاصرة في هذا المحور”.

ما أهمية باراسكوفييفكا؟

  • باراسكوفييفكا تقع بين سوليدار وأرتيوموفسك (باخموت بالأوكرانية)، في الجزء الأخير من دونيتسك، والمدخل الشمالي لباخموت.
  • تمنح السيطرة على هذا المحور بالكامل لموسكو، الانطلاق بشكل أسرع نحو كراماتورسك وسلوفيانسك، اللتين تقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك.
  • استهدف الجيش الروسي على مدار أيام أغلب مراكز تصنيع وتجميع المسيرات داخل أوكرانيا في ضربات متتالية، لمنع أي هجوم جوي على القوات التي تتقدم بالفعل.

تغييرات عسكرية روسية

وفي ظل التقدم الروسي ميدانيا نحو محور باخموت وإقليم دونباس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن تغييرات في قادة 3 مناطق عسكرية، وهي المنطقة الوسطى، والجنوبية، والغربية.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا تنقسم إلى 5 مناطق عسكرية، هي “غربية، وجنوبية، ووسطى، وشرقية، وكذلك الأسطول الشمالي كمنطقة منفصلة.

كييف تسابق الزمن

أوكرانيا التي تتلقى هزائم متتالية في المحور الشرقي، تعتبر أن السيطرة على باخموت سيكون بمثابة “انتصار مكلف”، نظرا للمدى الزمني الذي استغرقه، وما تقول إنها “خسائر بشرية فادحة ناجمة عن موجات من الهجمات الروسية”.

وفي هذا الشأن، يقول المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، نعومكن بورفات، إن “الحل الوحيد لوقف تقدم الروس في الجبهة الشرقية هو سرعة وصول المساعدات الغربية الجديدة”.

ويوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • “لتتمكن كييف من صد هذه الهجمات الروسية، لا بد من وصول المساعدات الغربية بسرعة، ودخول الدبابات والصواريخ متوسطة المدى إلى الجبهات الشرقية، لتكون بداية نحو انطلاق كييف باتجاه القرم أيضا”.
  • “موسكو تعمدت خلال الأسابيع الماضية، استهداف مراكز المسيرات في كييف لضمان عدم وجود تغطية للقوات على الأرض”.

مطالب أوكرانية

  • بورفات يشير إلى “ضرورة دراسة الغرب وأميركا بجدية، لمسألة تزويد أوكرانيا بمقاتلات”، لتتمكن كييف من التصدي للهجمات الروسية.
  • هذا بالفعل ما قام به الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يحث الحلفاء على “الإسراع في إرسال الأسلحة للتصدي للغزو الروسي”.
  • كما حذر القادة العالميين المجتمعين في ألمانيا، ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن، من أن “التردد والتأجيلات تهديد لأمن دولهم”.
  • وقال زيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو أمام الحضور في المؤتمر: “نحتاج إلى السرعة. سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأن عليها تعتمد الحياة”.