وقالت نجم في كلمتها خلال ندوة “حركة الحدود: الجغرافيا السياسية للهجرة المناخية” حول تحديات المناخ في إفريقيا خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن في ألمانيا: “إذا كان الشمال عازما حقيقة على حل المشكلات التي ستؤدى الى تهديدات أمنية، فعليه أن يتوجه بمشروعات تنمية حقيقية في الجنوب”.
وعددت مديرة المرصد الإفريقي للهجرة، وهي منصة بحثية مقرها المغرب، طرق الدعم والاستثمار اللازم تقديمهما لإفريقيا، ومنها خلق فرص عمل بمشروعات توائم التغيرات المناخية، والمساعدة في نشر تكنولوجيا التنبؤ بالأحوال المناخية حتى تتمكن الدول في القارة من وضع خطط تحد من الخسائر.
وفي الندوة التي نظمتها مؤسسة “روبرت بوش” الألمانية، حذرت نجم من تدفق كبير للنازحين واللاجئين من جراء تغيرات المناخ.
المناطق المتضررة
وضربت مديرة المرصد الإفريقي للهجرة أمام الندوة، أمثلة للمناطق التي تضررت بشدة أو المهددة بأضرار نتيجة التغيرات المناخية في أفريقيا، وأبرزها:
• منطقة الدلتا المطلة على البحر المتوسط في مصر التي يقطنها 50 مليون شخص، حيث تواجه خطر ارتفاع منسوب مياه البحر.
• المناطق الساحلية في السنغال.
• بلدان في شرق إفريقيا تعاني الجفاف، ومنها الصومال الذي خلف الجفاف به مليون نازح، رغم أنه لا يسبب انبعاثات حرارية أكثر من 0.0002 بالمئة على مدار 250 عاما.
• في جنوب ووسط إفريقيا تضرب الفيضانات عدة دول، مما تسبب في نزوح عدد هائل من السكان بشكل لم تستعد له المدن التي نزحوا إليها، وزاد الأمر سوءا أزمتا فيروس كورونا ثم شح الغذاء بعد حرب أوكرانيا، و”كلها أسباب ليس لإفريقيا يد في حدوثها لكن القارة تتحمل تبعاتها”، حسب تعبير نجم.
الحلول العاجلة
وأوضحت نجم أن “الحل هو وفاء الدول بتعهداتها لصندوق الخسائر والأضرار (المتفق على تأسيسه في قمة المناخ بشرم الشيخ 2022 لتعويض الدول المتضررة)، وزيادة التعاون الدولي في وضع خطط تواجه آثار التغيرات المناخية في إفريقيا، ليس للحد من الهجرة والنزوح فقط لكن أيضل لضمان عدم تفاقم المشكلة لتهدد الأمن العالمي. علينا أن نعمل جميعا معا لمواجهة هذا التحدي”.
ولفتت إلى أن “الحل ليس نقل المزارعين الذين تتضرر محاصيلهم وأراضيهم من التغير المناخي إلى المدن، لكن عبر مشروعات تدعمهم بتحسين وضع التربة لتوائم تغير المناخ حتى تستمر الزراعة، وإلا سيزداد اختلال الأمن الغذائي وسيمثل هذا تهديدا أكبر مع زيادة عدد سكان القارة”.