لأسباب تجارية.. “نقص خطير” في الحمير بإفريقيا

6


وارتفعت الأسعار بسبب ما قيل إنه إقبال من الصين ووكلاء محليين، على شراء الحمير بأسعار باهظة في الكثير من المناطق القروية والزراعية في البلدان الإفريقية، الأمر الذي أحدث نقصا حادا.

ولجأت شركات صينية عملاقة تعمل في مجال الطب البديل إلى الأسواق الإفريقية، مؤخرا، وسط طلب ضخم على جلود الحمير، التي تستخرج منها مواد ومركبات تدخل في إنتاج أدوية وعقاقير نادرة وعالية السعر.

ويعتقد عاملون في مجال الطب البديل أن تلك الأدوية تعالج العديد من الأمراض، لكن حتى الآن لم تصدر دراسات علمية محددة تثبت صحة تلك الفرضيات.

وتستفيد شركات عملاقة تعمل في مجال الطب البديل من جلود الحمير الإفريقية في استخلاص عنصر غامض يعتقد أنه يحتوي على فوائد صحية ناجعة في علاج العديد من الأمراض الشائعة.

ويتم استخدام الكولاجين المستخرج من جلود الحمير بعد مزجه بأعشاب ومكونات أخرى لإنتاج منتجات استهلاكية طبية وصحية، يعتقد أنها تقوي الدم وتوقف النزيف وتحسن نوعية السوائل الحيوية وتساعد على معالجة ارق النوم، وتقوية البنية الجسمانية وإزالة الترهلات التي تحدث لجلد الإنسان عند تقدم السن.

ووفقا لدراسات أجريت على الفئران، فقد أظهر كولاجين الحمير قدرة على تقليل الالتهابات والمساعدة على منع تكوين الجذور الخالية من الأوكسجين، ولكن لم يتم العثور على هذه النتائج في البشر حتى الآن.

ويباع الكيلو الواحد من المادة المستخلصة من جلود الحمير بأكثر من 780 دولار في السوق الصينية أي ما يعادل سعر 4 حمير حية في البلدان الإفريقية.

وفي أعقاب تقنين الطب البديل في الصين، خلال السنوات الأخيرة؛ ودخول بعض الأدوية المنتجة من مادة الكولاجين المستخلصة من جلود الحمير ضمن قائمة الأدوية المسموح بتغطيتها عبر التأمين الصحي، ارتفع حجم سوقها إلى نحو ثمانية مليارات دولار سنويا.

وتعد إفريقيا أكبر موطن للحمير، حين يعيش فيها ثلثا عدد الحمير الموجودة في مجمل بلدان العالم؛ والمقدر تعدادها بنحو 153 مليون حمار.

وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة الادعاءات التي تتحدث عن فوائد الكولاجين الموجود في جلود الحمير على صحة الإنسان، فقد أثار الطلب الصيني المتزايد على الحمير ردود فعل كبيرة في العديد من بلدان إفريقيا.

واجبر الضغط الشعبي الكبير الذي سببه ارتفاع أسعار الحمير في المناطق الريفية دول مثل بوتسوانا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر والسنغال وتنزانيا إلى منع تصدي الحمير نهائيا.

وفي فبراير 2020، حظرت كينيا صادرات الحمير بعدما أثار الارتفاع الكبير في أسعارها غضبا شعبيا عارما في المناطق الريفية؛ لكن المصدرين تمكنوا من إجهاض القرار بعد استئنافه في المحكمة العليا.

وأشارت دراسة أجرتها المنظمة البريطانية لحماية الحمير إلى أن الإقبال الصيني إلى تراجع فاق 50 في المئة في أعداد الحمير في البلدان الإفريقية. وقدرت المنظمة الطلب الصيني على جلود الحمير بنحو 4.8 مليون جلد سنويا.

ووفقا للطبيب البيطري ديفيد ديدابو الذي يعمل في مجال الاعتناء بالحمير في المناطق الريفية في بوتسوانا فإن أعداد الحمير في ثلاث من دول الجنوب الإفريقي تراجع من نحو 800 ألف قبل 10 سنوات إلى أقل من 350 ألفا في الوقت الحالي.

وخلصت دراسة استقصائية حديثة أجرتها جماعة شرق إفريقيا إلى تضرر المنطقة بشكل كبير من الإقبال الصيني على الحمير في المنطقة.

تشير التقديرات إلى أن الحمير تدعم نحو 158 مليون شخص في إفريقيا. ففي المناطق الريفية، تعد الحمير واحدة من أبسط الوسائل وأكثرها استدامة وبأسعار معقولة لنقل الناس والبضائع والمنتجات الزراعية، وتستخدم كذلك في نقل مياه الشرب والتنقل إلى المدارس وأماكن العمل.