تركيا والسويد وفنلندا.. لعبة “شد وجذب” مع واشنطن والناتو

3


وفي أول زيارة له إلى تركيا بعد تعيينه قبل عامين، شدد بلينكن على أن واشنطن تدعم بقوة انضمام ستوكهولم وهلسنكي إلى الحلف العسكري، بالنظر إلى الخطوات التي اتخذتها بالفعل خلال الفترة الماضية.

وأعاقت أنقرة محاولة الدولتين الاسكندنافيتين للانضمام إلى الناتو، وتتهم السويد على وجه الخصوص بأنها آوت أعضاء حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره جماعة إرهابية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن صادق في أغسطس من العام الماضي على انضمام فنلندا والسويد، في أكبر توسع للتحالف المكون من 30 عضوا منذ التسعينيات، علما أن ذلك يتطلب موافقة جميع الأعضاء.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن “الولايات المتحدة تقدر بشكل كبير مساهمة تركيا كعضو نشط منذ فترة طويلة في حلف الناتو، وسنواصل العمل معا لتقوية تحالفنا وتنميته، بما في ذلك من خلال انضمام السويد وفنلندا، مما سيساعد في تحقيق قوة أكبر، وأكثر قدرة على التحالف”.

وفي الوقت الذي أشار به بلينكن إلى أن كلتا البلدين قد اتخذتا خطوات للوفاء بالالتزامات التي وعدتا بها أنقرة، فإن نظيره التركي مولود جاويش أوغلو لفت إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات الملموسة لكسب دعم أنقرة.

مطالب تركية

• دفعت الحرب في أوكرانيا إلى تغير تاريخي في موقف فنلندا والسويد بشأن الانضمام للناتو، بعدما بقيتا على الحياد خلال الحرب الباردة في مقابل تأكيدات من موسكو بأن القوات السوفيتية لن تغزو أراضيهما.

• خلال العام الماضي، وقعت السويد وفنلندا اتفاقا مع تركيا بهدف معالجة أوجه الاعتراض لدى تركيا على عضويتهما في الحلف.

• أكدت أنقرة أن البلدين ستحظران نشاطات التجنيد وجمع الأموال للمسلحين الأكراد، وكذلك حظر “الدعاية الإرهابية” ضد تركيا، كما تعهدتا بإظهار التضامن والدعم مع أنقرة في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله، كما قبلتا بعدم فرض قيود على الصناعات الدفاعية التركية.

• اشترط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على السويد تسليم 130 مطلوبا إلى أنقرة، حتى تصادق على عضويتها في الحلف العسكري.

• جاءت واقعة حرق المصحف أمام سفارة أنقرة بالسويد لتفاقم الأزمة بين الجانبين.

• قال وزير الخارجية التركي لنظيره الأميركي: “نسبيا مشاكلنا مع فنلندا أقل من السويد”.

تأثير الزلزال على القرار

وقال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي وليام ألبيركي، إن “حتى الآن من صعب إقناع أنقرة، وتنتظر تلبية طلباتها خلال المرحلة المقبلة”.

وأوضح ألبيركي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اقتناع أنقرة يتوقف على أمرين، “الأول قائمة رغبات تركيا من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة خاصة بيع مقاتلات “إف 16″ وبرنامج تحديثها، والثاني دعم أردوغان خلال الانتخابات الرئاسية التركية في مايو المقبل”.

لكن المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، يرى أن الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا أدى إلى تعقيد الأمور في صنع القرار في أنقرة بشكل واضح، متوقعا تسوية إجراءات العضوية في قمة الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس يوليو المقبل.

وقال ألبيركي: “لا أعتقد أن تركيا ستمضي في رفض عضوية السويد وفنلندا. مثل هذا القرار سيضر بشكل لا رجعة فيه بالمصالح التركية”.