وتتزامن الزيارة مع إعلان فرنسا عن استراتيجية جديدة للتعامل مع القارة السمراء، تشمل خفض أعداد القوات الفرنسية المتواجدة بعدة دول، وتعزيز الشراكة التعاونية من أجل مواجهة النفوذ الصيني والروسي المتزايد داخل دول القارة.
وكان الإليزيه أعلن، الخميس، أن ماكرون سيشارك في ليبرفيل بالغابون في 1 و2 مارس في “قمة الغابة الواحدة” المخصصة للحفاظ على غابات حوض نهر الكونغو وتعزيزها.
وفي كلمة ألقاها الرئيس الفرنسي من قصر الإليزيه، الاثنين، دعا إلى التحلي بـ”التواضع” و”المسؤولية” رافضا “المنافسة” الاستراتيجية التي يفرضها، بحسب قوله، من يستقرون هناك مع “جيوشهم ومرتزقتهم”، في إشارة إلى روسيا ومجموعة “فاغنر” العسكرية، والمنتشرة خصوصا في إفريقيا الوسطى ومالي رغم نفي باماكو.
وقال ماكرون عشية جولته الإفريقية: “يجب أن نبني علاقة جديدة متوازنة ومتبادلة ومسؤولة مع دول القارة”.
وأشار إلى أن “إفريقيا ليست منطقة نفوذ، ويجب أن ننتقل من منطق المساعدة إلى منطق الاستثمار”.
استراتيجية باريس في القارة السمراء
في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، قال المحلل السياسي المختص بالشأن الإفريقي، محمد مادي غاباكتي، إن الاستراتيجية الفرنسية في القارة السمراء تعتمد بالأساس على تحقيق مصالح باريس، ويتم تعديلها وفقا لما تقضيه المصالح الفرنسية.
ووفق غاباكتي فقد اختار الرئيس الفرنسي زيارة عدد من الدول الإفريقية التي لا توجه انتقادات لفرنسا في الوقت الراهن، من أجل إيجاد مساحات أكبر لتعزيز التعاون والشراكات، وتعميق النفوذ الفرنسي داخل تلك الدول أيضا.
ومن المواضيع الشائكة التي تنتظر ماكرون في جولته الإفريقية، إلغاء القوانين التي ترسخ قيم الاستعمار الفرنسي للدول بالقارة، والرحيل الفوري لجميع القوات العسكرية الفرنسية.
ويرى غاباكتي أن أي زيارة يقوم بها رئيس فرنسي لإفريقيا لا تحل هاتين المشكلتين هي جولة سياحية بسيطة، فالتوقعات الإفريقية عالية، مشيرا إلى أنهم يريدون أن يتلقوا معدات عسكرية كأوكرانيا بدلا من القوات الأجنبية.
ومن المتوقع أن يواصل ماكرون جولته في برازافيل بالكونغو في الثاني من مارس أيضا ثم في جمهورية الكونغو الديموقراطية في الثالث والرابع من الشهر نفسه.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن زيارته إلى كينشاسا ستخصص “لتعميق العلاقات الفرنسية الكونغولية في مجالات التعليم والصحة والبحث والثقافة والدفاع”.