هذا التصعيد من الجانبين جاء مع طرح المبادرة الصينية بشأن بدء المباحثات بين الغرب وروسيا لوقف الحرب، ما يطرح تساؤلات حول توقيت زيادة حدة التوتر ونتائجه.
ومنذ دخول الحرب الأوكرانية عامها الثاني في 25 فبراير، تصاعدت الهجمات بين موسكو وكييف، وسط استعدادات عسكرية من الجانبين لهجوم الربيع.
25 فبراير
• سيطر مقاتلو مجموعة “فاغنر” الروسية على قرية ياغيدني، شمال باخموت.
• أسقطت روسيا 3 مقاتلات أوكرانية بدونيتسك وخيرسون، و8 مسيرات بمناطق متفرقة، إضافة إلى تدمير مستودعي ذخيرة للقوات الأوكرانية في أوغلدار بدونيتسك ومالينوفكا بمنطقة زابوريجيا.
26 فبراير
• اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن الوضع الميداني في باخموت أصبح معقدا أمام الجنود الأوكرانيين.
• لجأت القوات الروسية في معركة باخموت إلى محاصرتها من 3 جبهات شرقا وشمالا وجنوبا، ولم تترك للجيش الأوكراني سوى طريق واحد للانسحاب.
• في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا تقدم “فاغنر” داخل باخموت، حيث تبعد عن وسطها 1000 متر فقط، قالت القوات الأوكرانية إن الهجمات الروسية فشلت.
27 فبراير
• أقال زيلينسكي، قائد القوات المشتركة في دونباس إدوارد موسكاليوف، من منصبه.
• أكدت الاستخبارات الأوكرانية اعتزام كييف شن هجوم مضاد في الربيع لطرد القوات الروسية من الجنوب الأوكراني.
• قطعت القوات الروسية طرقا لإمدادات الجيش الأوكراني في باخموت.
• أرسلت روسيا وحدات أكثر جاهزية من “فاغنر” للجبهات في أوكرانيا.
28 فبراير
• استهداف مسيرة أوكرانية منطقة قريبة من موسكو.
• أعلنت وزارة الدفاع الروسية مهاجمة كييف مواقع بنى تحتية مدنية في منطقة كراسنودار وجمهورية أديغيا بمسيرتين.
أسباب التصعيد
يتسابق الجيشان الروسي والأوكراني في إحراز تقدم عسكري شرقا، لأن السيطرة على باخموت يسمح للطرف المنتصر بالتقدم في إقليم دونباس.
ويرجع المحلل السياسي مصطفى الطوسة تطورات الأحداث الأيام الأخيرة، إلى أن طرفي الصراع كل منهما يسعى لتحقيق معادلة عسكرية تمكنه من فرض الشروط على الطرف الآخر في حالة الوصول إلى مرحلة التفاوض.
لذا تسابق روسيا الزمن في إحكام السيطرة على باخموت، وتسعى لكسر الجيش الأوكراني، بينما تستمر المطالبات الأوكرانية بتسريع الدعم العسكري لها من الغرب، بحسب الطوسة.
وعن دلالة الهجمات الأوكرانية قرب موسكو، يقول الطوسة: “إنها ربما نتيجة عملية استخباراتية استفزازية تريد أن تشعل حربا دولية، ولا يجب أن نعطي لهذه الهجمات أكثر مما تستحق”.
وبرر الطوسة عدم أهميتها بأن أوكرانيا مضطرة ألا تهاجم التراب الروسي بصورة واضحة بناء على الشروط التي وضعها الغرب لاستخدام الأسلحة المقدمة لكييف، والتأكيد على أنها أسلحة دفاعية وليست هجومية، حتى لا تتحول المعارك لحرب عالمية ثالثة.
مصير التهدئة
وسط هذا التصعيد العسكري، جدد الكرملين، الثلاثاء، استعداد موسكو للدخول في مفاوضات لإنهاء الصراع، بشرط عدم التخلي عن المناطق الأوكرانية الأربع (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، زابوريجيا) التي ضمتها سبتمبر الماضي.
وقبل أيام قليلة، طرحت الصين مبادرة من 12 نقطة بهدف حث طرفي الحرب على الحوار، لاقت ترحيب روسيا وألمانيا وفرنسا، بينما شككت الولايات المتحدة في نوايا الطرح.
وتعقيبا على مصير الوساطة الصينية، يرى الطوسة أنه “لا يستطيع أحد توقع نتائجها، خاصة وأن أي محاولات تهدئة ترتبط بسؤالين: هل تنسحب روسيا من الأراضي الأوكرانية خالية الوفاض؟، وهل يقبل الأوكرانيون والأوروبيون والأميركيون التخلي عن المناطق الأوكرانية الأربع؟”.