ويتوقع خبير متخصص في هذا الملف أن يؤدي تعزيز سلاح الجو التايواني الآن لوضع تايبيه في موقف الهجوم لا الدفاع خلال أي مواجهة مقبلة، خاصة أن واشنطن تهدف من تسليحها مبكرا عدم تكرار “خطأ” عدم تقديم الدعم العسكري اللازم لأوكرانيا قبل أزمتها مع روسيا.
والأربعاء أعلن البنتاغون التصديق على صفقة عسكرية لتايوان، تتضمن صواريخ دقيقة ومتطورة اللازمة لطائراتها من طراز “إف 16” الأميركية.
وعلق وزير دفاع تايوان على ذلك بأن “سلاح الجو يمتلك الآن قدرات قتالية كاملة”، موضحا: “إلى جانب السماح لنا بالدفاع عن مجالنا الجوي بشكل فعال ضد استفزازات الجيش الصيني، فإنه يساعدنا أيضا في تخزين الأسلحة وتعزيز قدرتنا الدفاعية”.
في المقابل، حذرت وزارة الدفاع الصينية من استمرار الولايات المتحدة في تسليح تايوان، وقالت إنه هذا يقوض السلم في المنطقة.
ميزانية مقلقة
• جاء هذا توازيا مع قرار الصين زيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة 7.2 بالمئة خلال عام 2023، ليشعل حربا كلامية مع تايوان التي أبدت غضبها تجاه القرار، حيث يعتقد أنه تجهيز لاجتياح الجزيرة.
• ستنفق الصين ما يعادل 225 مليار دولار على دفاعها، وهو رقم قياسي في تاريخ بكين لكنه أقل بثلاث مرات من ميزانية واشنطن، علما أنها تملك ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم.
• يعزز القلق من القرار الصيني تصريح رئيس وزرائها لي كه تشيانغ، الأحد، بأنه يتعين على الحكومة تعزيز التنمية السلمية للعلاقات مع تايوان، ودفع عملية “إعادة التوحيد السلمي” للصين، وكذلك اتخاذ خطوات حازمة لمعارضة استقلال تايوان.
أخطاء أوكرانيا تعالج في تايوان
ويصف الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر خطوة الصين لزيادة ميزانيتها العسكرية، وكذلك مد الولايات المتحدة لتايوان بأسلحة دقيقة ودعم سلاح جوها، بأنه “أمر متوقع في هذه الفترة المليئة بالتوترات”.
واعتبر مطر في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الولايات المتحدة بالتركيز على تعزيز سلاح الجو التايواني تعالج ما تراه خطأ في حرب أوكرانيا، وهو أنها لم تمد كييف بالطائرات في وقت مبكر، فيما أصبحت الآن مقيدة اليدين بعد اشتعال الحرب، وتعجز عن تقديم الطائرات اللازمة حتى لا يترجم ذلك على أنه صدام مباشر مع روسيا”.
وتحاول كييف منذ أسابيع إقناع واشنطن وبقية حلفائها بإرسال مقاتلات لمواجهة الهجوم الروسي، منها طائرات “إف 16″، لكن إقناع الغرب بتقديم مثل هذا الدعم ليس مهمة سهلة على الإطلاق.
أقرب من التوقعات
ويتوقع مطر “مواجهة قريبة وأقرب من التوقعات” بين الولايات المتحدة والصين، مستدلا بأن “الأمور على جزيرة تايوان لا تسير على ما يرام”، مشيرا إلى “تحركات الصين في البحر الجنوبي مقابل تحركات أميركا بتسليح كبير للدول المحيطة بالصين”.
وتوقع أنه في حال حدوث المواجهة “سيكون لسلاح الجو التايواني دور فعال وكبير، وسيضع تايبيه في موقف هجومي وليس دفاعيا”.
وتقول الصين إن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وزادت من نشاطها العسكري قرب الجزيرة على مدى السنوات الثلاث الماضية ردا على ما تصفه “بالتواطؤ” بين تايبيه وواشنطن، حيث تعد الأخيرة مورد الأسلحة الرئيسي لتايوان وتتهمها بكين بأنها تؤيد “الانفصاليين” هناك.