وبحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن الحكومة الأوكرانية، فإن كبار جنرالات الجيش في أوكرانيا يريدون التمسك بخيار القتال، وعدم ترك المدينة، حتى وإن كانت قد أصبحت شبه محاصرة من القوات الروسية.
ويأتي هذا الموقف الأوكراني، فيما كان خبراء أن يتراجع الأوكرانيون، في محور باخموت، نظرا لعدم جدوى خيار “الصمود” في ظل التقدم الروسي الآخذ في الزحف.
وأجرى الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، اجتماعا مع كبار جنرالات الجيش، بشـأن تطورات الوضع في باخموت، بينما يسعى الروس إلى إحراز تقدم يكسر “الجمود”.
وعقب الاجتماع، صرح الرئيس زيلينسكي بأن الوضع في باخموت يحظى باهتمام خاص، فيما قال الجنرال فاليري زالزونيي، وهو أحد أبرز المسؤولين العسكريين في البلاد، إن القتال في باخموت يجب أن يستمر.
وأكد زيلينسكي أن الجنرالات دافعوا عن خيار المضي قدما في القتال بباخموت، بينما دخلت الحرب مع روسيا عامها الثاني، أواخر فبراير الماضي.
ومع إحراز الجيش الروسي تقدما في محور باخموت، خلال الفترة الأخيرة، بدأ مسؤولون أوكرانيون ما قيل إنها محاولات لأجل جعل الرأي العام يستعد لتقبل مسألة الانسحاب.وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن قوات أوكرانية مضت قدما في القتال، نهاية الأسبوع الماضي، وبدا أنها تقوم فعلا بدفع القوات الروسية.
وأضحت معركة باخموت واحدة من أطول معارك الحرب، وسط تقارير عن تسجيل خسائر فادحة للغاية في الجانبين، فلم يسلم أي منهما من فاتورة الحرب الباهظة.
ورغم أن باخموت لا تحظى بأهمية استراتيجية محدودة، وليست نقطة محورية، إلا أنها قد تشكل أبرز نصر عسكري روسي منذ أشهر.
في المقابل، تنظر أوكرانيا إلى باخموت بمثابة نموذج من نماذج التصدي للجيش الروسي الذي يسعى إلى تحقيق إنجازات على الأرض، لأجل الرد عن تقارير غربية تتحدث عن “إخفاق روسي” في تحقيق الأهداف.
ويهاجم الجيش الروسي، باخموت من ثلاثة اتجاهات في مسعى لتطويق القوات الأوكرانية.
واشنطن تعلق
في غضون ذلك، اعتبر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن مدينة باخموت بشرق أوكرانيا لها أهمية رمزية أكثر منها عملياتية، وأن أي تقدم بشأنها لا يعني بالضرورة أن موسكو استعادت قوة الدفع في الحرب المستمرة منذ عام.
وقال أوستن للصحفيين خلال زيارته للأردن، الاثنين: “أعتقد أن لها قيمة رمزية أكثر من القيمة الاستراتيجية والعملياتية”، في إشارة إلى المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا التي يشهد محيطها معارك ضارية.
وأضاف وزير الدفاع الأميركي أنه “لن يتوقع ما إذا كانت القوات الروسية ستحتل باخموت أو متى ستقوم بذلك”، لكنه شدد على أن “سقوط باخموت لن يعني بالضرورة أن الروس غيروا مسار هذه المعركة”.
فاغنر والجيش الروسي.. نُذُر انقسام
ووسط التطورات، قال مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، إن ممثله مُنع من الوصول إلى مقر القيادة العسكرية الروسية في أوكرانيا، الإثنين، في خطوة من ِشأنها تأجيج حدة الخلاف بينه وبين المؤسسة العسكرية الروسية.
وقال بريغوجين إن الواقعة جاءت في اليوم التالي لإرساله طلبا عاجلا إلى قائد ما تطلق عليها روسيا “عملية عسكرية خاصة” من أجل الحصول على إمدادات من الذخيرة.
وأضاف عبر خدمته الصحفية على تطبيق تيليغرام “في الخامس من مارس الماضي، كتبت خطابا إلى قائد العملية العسكرية الخاصة بشأن الحاجة العاجلة لتخصيص ذخيرة. وفي الساعة الثامنة من صباح السادس من مارس، أُلغي تصريح دخول ممثلي بالمقر الرئيسي ومُنع من الوصول إليه”.
وتولى رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، قيادة الحملة الروسية في أوكرانيا منذ منتصف يناير الماضي.
وخاضت مجموعة “فاغنر” العسكرية الكثير من المعارك الضارية في مدينة باخموت الأوكرانية، لكن بريغوجين شكا على مدار أسابيع من أن القيادة العسكرية تقلل من شأن الجهود التي تبذلها قواته.