على خلاف من غادروا، فهذه المجموعة ضمن من يصرون على أنهم لن يغادروا المنطقة، بل سيبقون ليعيدوا إعمارها، رابطين أنفسهم بذكريات المكان عبر ترديد أغنيات تستدعي الماضي.
يوميا يجتمع من بقي من سكان المنطقة، ويخصصون وقتا للراحة خلال أعمال البحث تحت الركام، يغنّون، ويستمعون ويشجّعون بعضهم، بصحبة عازف على آلة وترية تراثية، كي يخلقوا جوا من البهجة وسط كآبة المشهد الذي يسوده الدمار وتفوح منه رائحة الموت، كأنهم يقولون للزلازل نحن نحب الحياة، وسنواصل استعادة ما فقدناه.
لن نغادر
وهاب دمير سبق أن خرج من تحت أنقاض المنزل المدمر، يقول إنهم لن يغادروا منزلهم الذي هو مسقط رأس والده، ويضيف: “كنا في المنزل وقت وقوع الزلزال حيث انهارت الجدران، أغلق الجدار المنهار الباب، لكنني رميت بنفسي من النافذة، وكتب لي النجاة، لم نغادر مكاننا، نحن هنا نغني أغنية عن الزلزال، وننتظر المساعدة اللازمة”.
أما ديكر الذي أصيب في الزلزال فيحكي قائلا: “وقعنا في الزلزال الثاني في منطقة يشيليورت. كنت في منزل من طابق واحد مع زوجتي وعائلتي. انهارت الجدران علينا، وأصبت في ساقي”.
بعد النجاة من الموت: “حاولنا العيش بوسائلنا الخاصة في منطقة كرموز، حيث ولدنا وترعرعنا، بمساعدة أقاربنا في إلازيغ. وقد تمت تلبية معظم احتياجاتنا، وأهم احتياجاتنا الآن هي الحاويات”، فيما يبدو إشارة للوسائل اللازمة لتعبئة وحفظ المتعلقات.
ضرب زلزال 6 فبراير أجزاء من تركيا وسوريا في 6 فبراير بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، تبعته عدة زلازل وهزات أرضية؛ ما أودى بحياة أكثر من 51 ألف شخص في البلدين، وإصابة مئات الآلاف.
خسائر فلكية
في أحدث إحصائية عن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا ومناطق في سوريا في 6 فبراير الماضي وتوابعه، أعلنت مسؤولة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الثلاثاء، أن الأضرار الناجمة ستتجاوز 100 مليار دولار.
أدى الزلزال إلى انهيار أو تضرر أكثر من 160 ألف مبنى تركي، بما يضم 520 ألف شقة، في كارثة هي الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث.
حسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية فإن نحو مليونين فروا من المنطقة التي تعرضت لأكثر من 11 ألف هزة ارتدادية منذ الزلزال الأول.
ضمن أعمال الإغاثة، أقامت تركيا أكثر من 350 ألف خيمة، مع إنشاء مدن من الخيام في 332 مكانا في جميع أنحاء الولايا المتضررة، إضافة إلى إنشاء مساكن من الحاويات في 162 مكانا.