يرصد خبراء سياسيون وأمنيون لموقع “سكاي نيوز عربية” المتوقع حدوثه داخل الصين، وفي علاقاتها مع الولايات المتحدة، وكذلك روسيا، خلال الفترة الجديدة لجين بينغ، وانعكاس ذلك على مسار الحرب في أوكرانيا.
الجمعة، فاز جين بينغ (69 عاما)، بولاية ثالثة غير مسبوقة، إثر تصويت برلماني، ليوطد موقعه كأقوى زعيم للصين منذ أجيال.
المبادئ الخمسة
تشيد الكاتبة الصينية، فيحاء وانغ تشين، بما اعتُبر “إقبالا حارا وغير مسبوق” من البرلمان لإعادة انتخاب جين بينغ، معتبرةً أنه يبرز التضامن والوحدة داخل الصين.
عن القادم تقول: “نتطلّع إلى الاستقرار والاستمرار في تنفيذ السياسات والاستفادة من الموارد المتنوعة، كما لن تغيّر الصين المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في تعاملها مع العالم”.
في عام 1954، طرحت الصين هذه المبادئ: الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، عدم الاعتداء المتبادل، عدم التدخّل في الشؤون الداخلية بصورة متبادلة، المساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي.
الخبير الاقتصادي، عبدالنبي عبد المطلب، يصف إعادة الانتخاب بأنها “رسالة طمأنة للعالم أن الصين ستظلّ مستقرّة اقتصاديا لخمس سنوات على الأقل؛ وهو ما يحفظ الثقة في مبادراتها العالمية، وفي مُقدّمتها مبادرة الحزام والطريق”.
وعلى المستوى الداخلي، سيدفع إعادة انتخاب جين بينغ وتيرة الإنتاج لتعويض خسائر جائحة كورونا، لتحقق الصين هدفها في الوصول إلى معدل نمو يتجاوز 5 بالمئة هذا العام.
شد وجذب مع واشنطن
حول انعكاس هذا الحدث على العلاقة المتوترة مع واشنطن، يتوقع رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا، جاسم محمد “استمرار الشد والجذب والسياسة التنافسية، خاصة في بحر الصين الجنوبي”.
في هذه الزاوية، تتهم فيحاء وانغ تشين واشنطن بأنها “تستفز” بكين في عدة قضايا، منها إصرارها على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي، إلى تايوان رغم رفض بكين، وما يخص التعامل مع المنطاد الصيني الذي “انحرف” مساره ودخل الأجواء الأميركية.
على هذا، اعتبرت أنه “من حق الحكومة الصينية الدفاع عن السيادة الوطنية”، وفي نفس الوقت، فإنها “لم تغلق باب التشاور والتعاون مع واشنطن مئة بالمئة”.
حرب أوكرانيا
أحد ملفات التوتر بين بكين وواشنطن هو حرب أوكرانيا، واتهامات واشنطن بأن الصين قد تسلم أسلحة لروسيا.
يعلق جسام محمد بأن انتخاب جين بينغ من شأنه أن يعزّز تحالف الصين مع روسيا، وفي نفس الوقت، ستواصل الصين البحث عن “تحقيق التوازن بين علاقاتها بروسيا وعلاقتها بدول أوروبا”.
ولا يستبعد المحلل الأمني أن تقدم بكين أسلحة لموسكو في الوقت الحالي.
وامتنعت الصين حتى الآن عن إدانة أو دعم التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا، مقدمة رغم ذلك دعما دبلوماسيا لموسكو، مع دعوتها المستمرّة لوقف القتال، وطرح مبادرة من 12 بندا في هذا الصدد.
الهدف المئوي
بجانب النهوض الاقتصادي، يسعى الرئيس الصيني إلى “تعزيز القدرات الاستراتيجية للصين، وبحلول عام 2027 من المقرر أن يحقق جيش التحرير الشعبي هدفه المئوي الخاص بأن يصبح قوة على المستوى العالمي وجيشا أكثر تحديثا”، كما تقول فيحاء.
حاليا، تحتل الصين المرتبة الثالثة بين أقوى الجيوش، تسبقها الولايات المتحدة وروسيا، حسب ما جاء في موقع “غلوبال فاير باور” لعام 2023
الجيش الصيني الأكبر في العالم في عدد الجنود، بضمه مليونين و35 ألف رجل وامرأة، في إحصاء مركز الأبحاث البريطاني المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.