ويتوقع باحثون متخصصون في الملف الصيني في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، تطور هذا الدور في قضايا أخرى، منها حرب أوكرانيا، وإن استبعدوا أن يعني هذا إزاحة واشنطن تماما عن أزمات العالم.
ماذا قالت الصين؟
نقلت وزارة الخارجية الصينية عن كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، في اختتام الحوار بين الرياض وطهران قوله عن دور بلاده: “بصفتها وسيطا يتمتع بحسن النية وموثوقا به، أدت الصين واجبها بكل أمانة باعتبارها الدولة المضيفة”.
وفي إشارة لاستمرارها في هذا الاتجاه، أضاف أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم، وستظهر تحليها “بالمسؤولية” بصفتها دولة كبرى.
وجاء في بيان ثلاثي مشترك أن كبار مسؤولي الأمن من السعودية وإيران أجروا محادثات لم يعلن عنها في بكين واستمرت من 6 إلى 10 مارس، وانتهت إلى الاتفاق على عودة العلاقات السعودية الإيرانية.
تعليق أميركي
حين سُئل الرئيس الأميركي جو بايدن، عن الاتفاق السعودي الإيراني، أجاب: “كلما كانت العلاقة بين إسرائيل وجيرانها العرب أفضل، كان ذلك أفضل للجميع”، من دون أن يشير إلى الاتفاق.
لكن المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، علق قائلا: “بشكل عام، واشنطن ترحب بأي جهود تساعد في إنهاء الحرب باليمن وخفض التوتر في الشرق الأوسط. سنرى إذا ما كان الإيرانيون سيحافظون على تعهداتهم ضمن الاتفاق”.
لاعب دولي قادم
ويصف الخبير في العلاقات الدولية جاسر مطر، الخطوة الصينية بأنها “إنجاز كبير وتطور دبلوماسي ضخم تقدم به بكين نفسها كلاعب دولي مميز قادر على إنهاء الأزمات”.
وأرجع اهتمام بكين بدور الوساطة الدولية، إلى أنها أيقنت أن ترك الساحة لأميركا وأوروبا خطأ، لأن “واشنطن تستغل هذه الهيمنة في تصدير أزمات للصين وللدول التي لا تتفق معها”.
فـ”الصين لا تكتفي بملف الخليج وإيران، لكنها طرحت مبادرة سلام في أوكرانيا عطلتها واشنطن حتى لا تسمح لبكين بلعب هذا الدور”، وفق المتحدث.
لماذا نجحت بكين؟
ويفسر مطر نجاح الصين في مقابل فشل واشنطن في ملف الخليج وإيران بما يلي:
• الأزمة بين دول الخليج وإيران كانت متعثرة لتحكم أميركا في الوساطة، وربطها حل الملف بحصولها على مكاسب من إيران.
• أميركا لم تستطع العبث بوساطة الصين في الشرق الأوسط لأن بكين تملك الأدوات اللازمة، عكس ما حدث في أوكرانيا التي تعد واشنطن هي الطرف الفعال هناك.
• رغم ذلك، محتمل أن تنجح وساطة الصين في أوكرانيا مع سقوط مزيد من الأراضي الأوكرانية في يد الروس.
ورقة الصين الرابحة
الباحث المتخصص في الشؤون الصينية مازن حسن يرى أن بكين بوساطتها الناجحة الأخيرة قدمت أوراقها بقوة كلاعب جديد.
ويتفق حسن في أن بكين آمنت بأن سياسة النأي بالنفس غير مجدية، لأن “الأزمات ستأتي لها إذا لم تصدرها هي لغريمها”.
رغم ذلك، لا يتوقع حسن انتهاء الدور الأميركي في المنطقة، فـ”لا يمكن خطوة أن تمحي آلاف الخطوات التي اتخذتها واشنطن سابقا”، إلا أن |”الرسالة التي وصلت إليها أنها لم تعد الوحيدة في الوساطة”.
“هذا الاتفاق بالتأكيد سيقلق أميركا وإسرائيل، خاصة أن واشنطن أوهمت نفسها بأنها طوقت إيران وحاصرتها”، كما يقول حسن.