وأدى التقدم الروسي التدريجي والعدد الكبير من الضحايا الأوكرانيين إلى إثارة الحديث عن انسحاب من مدينة باخموت في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا التي دمرتها شهور من القتال، لكن المسؤولين الأوكرانيين يقولون إن الخسائر الروسية في باخموت أسوأ من خسائرهم، وأشاروا إلى أنهم سيتبعون استراتيجية استنزاف الجيش الروسي قبل الهجوم المضاد الأوكراني المخطط له في الربيع.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن قبضة الجيش الأوكراني على المدينة كانت ضعيفة وأن القوات الروسية تحقق مكاسب جديدة.
وقالت وكالة الاستخبارات البريطانية السبت، إن مقاتلي “فاغنر” سيطروا على معظم شرق المدينة خلال الأيام الأربعة الماضية.
وأضافت أن نهر باخموتكا، الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب عبر وسط المدينة، يمثل الآن خط المواجهة ويمكن أن يعيق التقدم الروسي نحو الغرب.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية الأخيرة أن الجسور عبر نهر باخموتكا، والتي كانت قبل الحرب محاطة بالنباتات التي تم الاعتناء بها جيدا ومسارات المشي الصاخبة، قد دمرت.
وقالت وكالة الاستخبارات البريطانية: “مع قدرة الوحدات الأوكرانية على إطلاق النار من المباني المحصنة إلى الغرب، أصبحت هذه المنطقة منطقة قتل، مما يجعلها على الأرجح صعبة للغاية لقوات “فاغنر” التي تحاول مواصلة هجومها الأمامي غربا”، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية لا تزال معرضة للخطر وسط مواصلة الجهود الروسية لتطويقهم.
وردد معهد دراسة الحرب، وهو مجموعة بحثية في واشنطن، هذا التقييم إلى حد كبير، حيث قال مساء الجمعة إن القوات الروسية “حققت مكاسب” في باخموت وتقوم بتطهير الجزء الشرقي من المدينة.
وبدأت أوكرانيا في التحضير لـ”الهجوم المضاد” أو ما يسمّى بـ”هجوم الربيع” عن طريق استلام عدد من الأسلحة النوعية التي كانت تطالب كييف الغرب وحلفاءها بها؛ أبرزها منظومة “باتريوت” الأميركية والتي وصلت إلى الأراضي الأوكرانية، صباح الجمعة.
وتستعر المعارك في باخموت منذ عدة أشهر، ويعترف كلا الجانبين بخسائر كبيرة ويصعب التحقق من الأرقام الدقيقة.
وتقول موسكو إن السيطرة على باخموت ستحدث فجوة في الدفاعات الأوكرانية وستكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بأكملها والتي تمثل هدفا رئيسيا.