المعامل البيولوجية في أوكرانيا.. ما دواعي قلق واشنطن؟

5


فيما يورد باحث من موسكو ما يراها أدلة على تبني أوكرانيا نشاطا بيولوجيا غير سلمي، يؤكد باحث من كييف أن أي معامل بيولوجية في أوكرانيا تعمل تحت إشراف دولي، وذلك في حديثيهما لموقع “سكاي نيوز عربية“.

قبل يومين، قال قائد قوات الحماية من الإشعاع والكيماويات في القوات المسلحة الروسية، إيغور كيريلوف، إن وثائق تلقاها تشير إلى أن المعامل البيولوجية في أوكرانيا “لا تزال تعمل باسم برنامج DITRA البيولوجي“.

حسب كيريلوف، فإنه في يناير الماضي وافقت أوكرانيا على متطلبات جديدة لتخزين ونقل وتدمير الكائنات الحية الدقيقة والسموم من أصل حيواني ونباتي، والتي تشمل عوامل بيولوجية يمكن أن تؤدي إلى الإعاقة والوفاة.

الاتهامات سبق وتحدثت بها وزارة الدفاع الروسية بعد أسبوعين من نشوب الحرب العام الماضي؛ حيث قالت إن واشنطن تقيم 30 مختبرا بيولوجيا في أراضي الاتحاد السوفيتي السابق، في إشارة لأوكرانيا، تنتج فيروسات تسبب أمراضا خطيرة.

مواقف مثيرة للشكوك

الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات، ومقره موسكو، لا يختلف مع اتهامات موسكو لكييف وواشنطن، مستشهدا بتصريحات فيكتوريا نولاند، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الأميركية، التي قالت عن المعامل في جلسة استماع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ يوم 8 مارس 2022: “نحن قلقون من إمكانية وقوعها تحت سيطرة القوات الروسية”، متسائلا: “إذا لو كانت الأبحاث البيولوجية الأميركية في أوكرانيا سلمية فما هي مبررات القلق؟!”.

يرجع مدير مركز “جي سي إم” للدراسات قلق واشنطن إلى:

  • وقوع أدلة حقيقية في يد القوات الروسية الأشهر الماضية.
  • كشف حقيقة برنامج DITRA وهو ليس لتفكيك أسلحة الدمار الشامل.
  • وجود من 11 إلى 40 معملا، ليس في غرب أوكرانيا فقط، بل في الجنوب أيضًا خاصة مقاطعة أوديسا.

شهد عام 2019 نشاطا أميركيا مكثفا حسب الاتهامات الروسية؛ حيث أقامت واشنطن مختبرين في كييف وأوديسا، وهما المدينتان اللتان بادرت روسيا بقصفهما مع بداية الحرب.

حسب أرقام أوردها ملحم، فإن واشنطن أنفقت مبالغ ضخمة لصيانة هذه المعامل في عدة بلدان، في أوكرانيا أنفقت 200 مليون دولار، وفي جورجيا، أكثر من 150 مليون دولار، وفي كازاخستان أكثر من 130 مليون دولار، كما يوجد في أرمينيا 12 مختبرا.

بعد اندلاع الحرب بـ3 أشهر، تم تدمير 232 حاوية في مدينة لفيف تحتوي على العامل المسبب لمرض داء البريميات، بينما أذاعت واشنطن أن موسكو اخترعت مسألة المعامل لتبرير “الغزو”، في حين أن أوكرانيا دمرت عينات العوامل المُمرضة المخبرية بحجة إمكانية تعرضها للقصف، وهذا في حد ذاته يثير الشكوك، وفق تعبير الباحث السياسي.

محاولة تضخيم

في الجانب الأوكراني، يصف الخبير بالعلاقات الدولية جريدين أندري، أن عودة موسكو لملف المعامل هي “تضخيم” للمسألة لتبرير “الغزو”، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي أرقام أو دلائل من منظمة الصحة العالمية تثبت رواية موسكو، أو تسرب أمراض في تلك المنطقة.

أما جميع المعامل في أوكرانيا، يواصل أندري، فهي تعمل تحت إشراف دولي كانت موسكو طرفًا فيه، وتعلم جميع الأبحاث التي تدار داخل تلك المعامل.

تطالب موسكو بفتح تحقيق دولي بشأن تلك المعامل التي تقول إنها تهدد أمنها القومي وتنشر الأمراض على حدودها.