ويرصد موقع “سكاي نيوز عربية”، تداعيات هذا التصريح على اللاجئين، مع تزايد حالة الرفض تجاههم في المجتمع التركي.
وصرّح كليتشدار أوغلو للصحفيين خلال زيارة لولاية هاتاي على الحدود التركية السورية: “سنُرسل إخواننا وأخواتنا السوريين إلى وطنهم خلال عامين على أبعد تقدير، من دون وصم جبين هذه الأمة النبيلة بالعنصرية”، وفق ما نقلته عنه وسائل إعلام سورية.
وأكد اتّباع إجراءات مشددة على الحدود، مضيفا: “لن يتمكن أحد من دخول تركيا عبر هذه الحدود بالتلويح بيده وذراعه خلال فترتنا الرئاسية، بل على العكس، سيكون كل معبر حدودي بمنزلة شرفنا”.
كما أشار إلى إعادة المهاجرين الأفغان لإيران: “كما سنعيد الأفغان الذين عبروا الحدود الإيرانية وأتوا إلى تركيا من حيث أتوا (إيران)، وعلى سوريا وإيران وأفغانستان معرفة ذلك”.
وسبق أن أعلن كليتشدار أوغلو خططه هذه في يناير، وأصبح ملف اللاجئين من أولويات عدد كبير من الأحزاب.
قضية ملحة
عدد اللاجئين المتزايد قضية رئيسية في تركيا، حيث يشير كل من الناخبين والسياسيين إلى ذلك باعتباره أحد أكبر المشاكل وأكثرها إلحاحًا.
نتيجة ذلك، يقول محمد الأسدي، مقيم في إسطنبول، لموقع “سكاي نيوز عربية”، هناك خوف ينتشر بين اللاجئين، وبعضهم بدأ بالفعل البحث عن دول بديلة يذهبون إليها حال وصلت المعارضة للحكم.
مجتمعات اللاجئين تشكل جزأين في تركيا، وحسب كل تصنيف تختلف التخوفات؛ فهناك الذي حصلوا على الجنسية التركية، وأصبحوا مواطنين، لكن ربما هناك بعض أفراد الأسرة غير حاصلين عليها، والآخر الذين لم يحصلوا على الجنسية، وهم العرضة للتهديدات التي تطلقها المعارضة، كما يوضح الأسدي.
ملف انتخابي
ويرى المحلل السياسي السوري المقيم في تركيا دانيال عبد الفتاح أن المعارضة تستخدم ملف اللاجئين للدعاية ضد الحكومة التي فتحت الباب واسعا أمام تدفقهم قبل سنوات، وكسب أصوات الأتراك الذين لا يريدون بقاء اللاجئين.
وفي إشارة إلى الميل الشعبي الذي تستثمره المعارضة في هذا الاتجاه، يقول عبد الفتاح إن “هناك حالة ضجر تنتشر في المجتمع من وجود اللاجئين، حتى إن هناك أحزابا تأسست حديثا، مثل حزب النصر ليس له مشروع سياسي سوى إخراج اللاجئين من البلاد”.
وضمن خطوات المعارضة لإعادة اللاجئين، يتابع عبد الفتاح، هو ما تحدث عنه كليتشدار أوغلو من أن حكومته ستعمل على تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.
عدد اللاجئين
تختلف الأرقام المعلنة بشأن عدد اللاجئين في تركيا، والأموال التي أنفقتها عليهم، ومما جاء حولها:
- يوجد في تركيا 6 ملايين لاجئ من بينهم 4 ملايين من سوريا ومليونان من العراق وأفغانستان وإيران ودول أخرى.
- يمثل اللاجئون الآن 7 بالمئة من سكان تركيا.
- العرب ثاني أكبر أقلية عِرقية بعد الأكراد الذين يشكّلون 15-20 بالمئة من السكان.
- تتركّز الغالبية العظمى من اللاجئين في المدن الكبرى.
- يوجد في إسطنبول وحدها أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، وهي أكبر مدينة في تركيا، ويبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.
- يقدّر أتراك أن بلادهم أنفقت 100 مليار دولار على الإسكان والرعاية الطبية والتعليم للاجئين السوريين.
- تعليم الأطفال اللاجئين وحده يكلّف تركيا أكثر من 1.5 مليار ليرة تركية سنويا.
- منح الاتحاد الأوروبي لتركيا 6 مليارات يورو بين عامي 2016 و2019 لرعاية اللاجئين، ومنعهم من التوجّه لشواطئ أوروبا، ووعد بثلاثة مليارات يورو أخرى للفترة 2021-2024.