ت + ت – الحجم الطبيعي
يتسارع التنافس في ابتكارات الذكاء الاصطناعي بين كبرى الشركات العالمية، الأمر الذي يزيد من مخاطر تعثر كبيرة في حال حدوث أي خطأ ابتكاري أو سوء فهم للمنتج، وهو ما عاشته شركة «بايدو»، مالكة محرك البحث الصيني العملاق، أمس، حين قيّم مستثمرون روبوت الخدمة الرقمية «ERNIE» الذي أطلقته الشركة، بشكل غير إيجابي مقارنة مع النسخة الجديدة من برنامج «GPT-4» النسخة الأحدث من «تشات جي بي تي» الأمريكية، فانعكس على الفور على قيمة سهم الشركة التي هبطت بنسبة 6.4٪ في بورصة هونغ كونغ.
لكن صباح اليوم، انقلب المشهد إيجاباً على «بايدو» وصعد سهم الشركة بنسبة 14.3 في المئة.
كيف حدث ذلك؟
أمس، الخميس، طرحت «بايدو» برنامجها القائم على الذكاء الاصطناعي «ERNIE Bot».
ولم يثر العرض الذي قدمته حماس المستثمرين الذين كانوا يأملون تفوقاً كاسحاً للبرنامج، من حيث الخصائص، على برنامج «GPT-4» الذي تم طرحه الثلاثاء الماضي وأبهر المستثمرين والمستخدمين بمزايا جديدة لم تكن متوفرة في النسخة السابقة المطروحة منذ نهاية العام الماضي.
لكن غيوم الخسارة تبددت صباح اليوم. فقد أتاحت 12 ساعة، وهو الوقت المتاح بين إغلاق الأسواق وإعادة فتحها، لمستخدمي النسخة التجريبية تقييم البرنامج بشكل إيجابي.
وقالت «بايدو»، وفق تقرير لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، إن أكثر من 30 ألف شركة قد اشتركت لاختبار الخدمة الخاصة بها في غضون ساعتين من عرضها، وشارك بعض المستخدمين، بما في ذلك المحللين، ردود فعل إيجابية حول تجاربهم الخاصة، مما يشير إلى أن الروبوت لديه قدرات أكثر تقدمًا مما كان يعتقده المستثمرون.
وما أثار حفيظة المستثمرين، أن العرض التقديمي لإطلاق البرنامج كان مسجلاً مسبقاً، وليس مباشراً، مما جعل المستثمرين متشككين بشأن قوة البرنامج في تقديم شرح ذاتي، خاصة أنه جاء بعد أيام فقط من الإطلاق الناجح لبرنامج «GPT-4» الأمريكي، وفقًا لتصريح إيسمي باو، رئيس الأصول الرقمية والإنترنت في شركة ماكواري.
وبالتالي، كانت هناك ثغرات في طريقة التسويق للبرنامج وكادت هذه الثغرات تكلف «بايدو» ثمناً كبيراً.
ولا تمتلك ERNIE أيضًا نفس القدرة على تعدد اللغات مثل GPT-4، ولا يزال يتعين عليها العمل على تحسين الدردشة باللغة الإنجليزية. غير أن امتيازها باللغة الصينية يجعلها آمنة إلى حد كبير من المنافسة الأمريكية في السوق الصينية.
وأكدت شركة بايدو أن خدمتها تبرز بسبب استيعابها المتقدم للاستفسارات باللغة الصينية، فضلاً عن قدرتها على توليد أنواع مختلفة من الردود.
وقالت في بيان نقلته شبكة «سي إن إن» في تقريرها: «يمكن للبرنامج الجديد إنتاج نصوص وصور وصوتيات وفيديو بمطالعة نصية، كما أنه قادر على إيصال الصوت بالعديد من اللهجات المحلية مثل لهجة سيتشوان الصينية».
وبالمقارنة، فإن GPT-4 قادر أيضًا على تحليل الصور، ولكنه لا يولد حالياً سوى ردود نصية.