بعد قرار “الجنائية الدولية”.. 3 رسائل لبوتين من ماريوبول

2


ومن موسكو وكييف، يستخلص محللون سياسيون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” مغزى هذه الزيارة وتوقيتها، الذي يتزامن مع مرور عام على الحصار الروسي لماريوبول، مارس 2022، وانتهى بسقوطها في يد موسكو في أبريل.

توقيت الزيارة

  • تأتي بعد حوالي شهر من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أوكرانيا، وإرساله من هناك رسالة إلى بوتين بأنه سيتم هزيمة روسيا.
  • بعد يومين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقال الرئيس الروسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
  • سبقها بيوم زيارة بوتين لشبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا التي ضمتها بلاده عام 2014.
  • تأتي في أجواء استعدادات أوكرانيا العلنية لشن هجوم على موسكو في الربيع، بهدف استرداد الأراضي التي ضمتها.

رسائل بوتين من “الأراضي الجديدة”

بعد هبوط مروحيته في ماريوبول، تجول بوتين بالسيارة وتحدث مع سكان في المدينة، والتقى رئيس هيئة الأركان العامة، فاليري غيراسيموف، المسؤول عن الحرب.

ويعلق الأكاديمي الروسي المتخصص في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، بأن زيارة بوتين إلى ما وصفها بـ”الأراضي الروسية الجديدة”، تعني:

  • رد عملي ومباشر على الولايات المتحدة، التي تجول رئيسها في شوارع كييف معلنًا استمرار حربه الغير مباشرة مع موسكو.
  • رسالة تحدٍ جديدة يسددها بوتين لمرمى القوى الغربية بأنه ماضٍ في طريقه دون التفات إلى نوعية وكم الأسلحة الغربية التي تتغذى بها أوكرانيا.
  • زيارة بوتين للقرم دليل أيضا على أنها أرض روسية خالصة، ولا يمكن الحديث عن أي تفارض حولها.
  • التحذير من شن أي هجوم “إرهابي” على شبة الجزيرة.

بالمثل ترى الأكاديمية سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز “رياليست” للدراسات ومقره موسكو، أن بوتين بزيارته لجبهة القتال يقلل من شأن إمدادات الأسلحة القادمة من معسكر حلف الناتو لأوكرانيا، ويتمسك بعدم التنازل عن الأراضي التي ضمها، ويؤكد استعداد الجبهات لـ”هجوم الربيع”.

الرد الأوكراني

حاول الجانب الأوكراني التقليل من قيمة الزيارة، والإيحاء بأنها نتيجة أزمة ثقة في صفوف القيادة الروسية.

ونشر مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون غيراشينكو على حسابه بموقع “تويتر” صورتين لبوتين لمح فيهما إلى أن الرئيس الروسي لا يثق بأعضاء مجلس أمنه القومي.

وهنا يقول فاديم أريستوفيتش، الأكاديمي المتخصص في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن الملفت للنظر هو حديث بوتين للسكان في ماريوبول، متسائلًا: “من أين هؤلاء؟ مايروبول تم تهجير سكانها البالغ عددهم ما يقرب من 300 ألف نسمة وتدميرها بالكامل”.

وما يستشفه أريستوفيتش من الزيارة بدوره أن:

  • حديث بوتين في الشوارع مع الناس باعتبارهم مواطنين روس دليل على أن موسكو عازمة على الاستمرار في الأراضي التي ضمتها.
  • يحاول إظهار أن حكم الجنائية الدولية غير هام، وهو يستطيع التحرك بُحرية.
  • الزيارة هدفها الأعظم هو رفع الروح المعنوية للقوات الروسية التي تتكبد خسائر فادحة في سبيل التقدم عدة كليو مترات فقط دون نجاح يذكر، والدليل نجاح عملية الاستنزاف في باخموت.