شروط موسكو والتجديد السابق اختلف حولهما سياسيون وباحثون داخل المعسكر الروسي ذاته، فبينما يطالب عضو سابق في مجلس الدوما (البرلمان) بإلغاء الاتفاق، ترى باحثة في الشأن الدولي أنه حال “عدم استجابة الغرب لشروط موسكو، التي سبق ونفذت واجباتها في الاتفاق، سيُحمله العالم مسؤولية استمرار الأزمة العالمية وحدوث مجاعات”، وذلك خلال حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.
مبادرة “حبوب البحر الأسود”، وهي التسمية الرسمية للاتفاق، تتعلق بأن تسمح روسيا بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية المسيطرة عليها منذ اندلاع حرب أوكرانيا، وأُبرم بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، 22 يوليو 2022، وتجدد لمدة 120 يوما، ثم لـ60 يوما أخرى بدأت 19 مارس وتنتهي 18 مايو.
5 شروط
ترى موسكو أنها وفَّت بالجانب الذي يخصها في الاتفاق فيما يتعلق بتسهيل تصدير الحبوب، وأنه في المقابل لم يوفِ الجانب الآخر بواجباته في تحقيق المطالب الروسية المذكورة وقت الاتفاق، مثل رفع العقوبات.
كما تتهم دولا أوروبية بأنها استأثرت بمعظم شحنات الحبوب، ولم يصل للدول الفقيرة منها الكثير، وفي ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، في خطاب ألقاه في موسكو أمام مسؤولين أفارقة: “إفريقيا لم تستقبل سوى كميات ضئيلة من صادرات الحبوب التي جرت ضمن الاتفاق”.
صرح بأنه إن قررت بلاده عدم تمديد الاتفاق مجددا: “نحن على استعداد لنسلم مجانا من روسيا كل الكميات التي تم إرسالها خلال الآونة الأخيرة إلى الدول الأكثر حاجة في إفريقيا”.
الشروط الخمسة التي حددتها وزارة الخارجية الروسية، لقبول التجديد المرة القادمة، هي:
• إعادة ربط نظام البنوك الروسية “روسلخوزبانك” بنظام سويفت الدولي.
• استئناف توريد إمدادات الآلات الزراعية وقطع الغيار والصيانة.
• رفع الحظر المفروض على وصول السفن الروسية إلى الموانئ الأوروبية.
• إعادة ترميم خط أنابيب الأمونيا “تولياتي” أوديسا واستئناف العمل به.
• رفع الحظر عن الأصول الأجنبية وحسابات الشركات الروسية المتعلقة بالمواد الغذائية والأسمدة.
شددت الوزارة على أنه بدون إحراز تقدم في تنفيذ هذه المتطلبات “سيتم تعليق مشاركة روسيا في مبادرة البحر الأسود”، مشيرة إلى أنه حتى اللحظة لم يتم تنفيذ سوى البنود المتعلقة بالطرف الأوكراني.
فرصة لموسكو
الأكاديمية سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، تعد أن روسيا بموافقتها على التجديد 60 يوما “خرجت من دائرة الاتهام التي يضعها فيها الغرب، بأنها تتسبب في نشر المجاعات”.
ترجح أنه “من الصعب أن يطبق الغرب شروط موسكو؛ وبالتالي، إذا فشل الاتفاق سيكون الغرب هو السبب وليس موسكو”.
خدعة غربية
يصف يفغيني فيتشسلاف، العضو السابق في الدوما، والخبير بالسياسة الدولية، اتفاق الحبوب بأنه “خدعة غربية لإمداد أوكرانيا بالمال اللازم لشراء الأسلحة من جانب، ولتستفيد أوروبا بالحبوب من جانب”.
يستدل بأن عائدات أوكرانيا تجاوزت 7.3 مليار دولار من توريد 17 مليون طن من الحبوب خلال فترة الاتفاق؛ في المقابل خفضت الشركات الزراعية الروسية مبيعاتها إلى البلدان المتقدمة بسبب فصل البنوك الروسية الرئيسية عن نظام سويفت، مطالبا بانسحاب بلاده، من الاتفاق.
عرض أرقام نشرتها موسكو:
• يذهب 87٪ من الحبوب للبلدان المتقدمة.
• تم توريد المنتجات الأوكرانية إلى إسبانيا 10.8٪ ورومانيا 13.6٪ بأسعار إغراق كحبوب علفية.
• وصل سعر القمح عام 2022 إلى 1200 دولار، يتم تداوله الآن عند 700 دولار.
من جانبها، دعت أوكرانيا إلى جهود دولية لإبقاء ممرات الشحن في البحر الأسود مفتوحة لنقل الحبوب واستمرار الاتفاق دون شروط مسبقة.