المهاجرون في أوروبا.. تقليص النفقات الرمضانية سيد المشهد

2


ولا يبدو أن العادات الغذائية للمهاجرين المسلمين في شهر الصيام ستبقى على حالها، لأن ارتفاع الأسعار الذي أصاب المنتجات الغذائية الأساسية أصبح يثقل كاهل ميزانية أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط في أوروبا.

فإذا كان التضخم يتباطأ في منطقة اليورو، فإن الأرقام الأخيرة التي أعلن عنها مكتب الإحصاءات الأوروبي “يوروستات” مطلع الشهر الجاري، تفيد بأن أسعار المواد الغذائية سجلت زيادة قياسية في العديد من الدول الأوروبية الكبرى، في فرنسا، من 7 بالمئة في شهر يناير إلى 7.2 بالمئة في فبراير، وخلال نفس الفترة، زادت الأسعار في ألمانيا، من 9.2 بالمئة إلى 9.3 بالمئة، أما إسبانيا فقد انتقلت من 5.9 بالمئة إلى6.1 بالمئة.

التخلي عن الأطباق التقليدية

وفي ظل هذه الزيادات المتكررة، قررت رجاء.ع، المغربية المقيمة في مدينة مالقة، جنوب إسبانيا أن لا تهيء كعادتها أي أطباق مغربية تقليدية استعدادا لشهر رمضان.

وتوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنها لن تعد طبق “سلو” المغربي الذي يحتاج إلى الكثير من الزبدة والزيت والمكسرات ولن تملأ مائدة الفطور بالأطباق، “سأكتفي بطبق واحد وشوربة خفيفة وفي الغالب بدون خضر لأن سعرها لا يناسب ميزانيتي، للأسف نعاني من الزيادات وثبات في الراتب”.

أما آمنة، المهاجرة التونسية، المقيمة في مدينة غرونوبل، وأم لطفلين فقد قررت أن تتعامل مع شهر رمضان كأي شهر من شهور السنة.

وقالت لموقع “سكاي نيوز عربية”، “لقد أصبح ثمن البيض والزيت لا يسمحان حتى بإعداد حلويات جلسة ما بعد الإفطار وثمن المكسرات المرتفع يجعلني أفكر ألف مرة قبل اقتراح تحضير طبق “المسفوف” التونسي للسحور، أما اللحوم، التي نستعملها نحن التونسيون كثيرا في الشوربة والمعكرونة، فسنقلل من كميتها أو قد نستغني عنها تماما”.

زيارات بعد الإفطار

ووفقا لآخر تقرير نشره المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي، ارتفعت أسعار الخضار والفواكه الطازجة لتصل إلى زيادة بـ 23.3 بالمئة و9.8 بالمئة على التوالي في عام واحد، كما ارتفعت أسعار الخبز والحبوب (+ 14.4 بالمئة) واللحوم (+ 15.4 بالمئة) وأسعار الجبن (+ 19.4 بالمئة).

ومع هذه الأسعار، يكافح أيمن الذي يحصل على الحد الأدنى للأجور وزجته اللذان وصلا من لبنان قبل أربع سنوات إلى فرنسا، ليشتري أساسيات شهر رمضان من تمر وحليب وجبن.

ويؤكد في المقابل لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “هذا الشهر هو “شهر الكرم والضيافة، تعودنا على دعوة الأصدقاء لتناول وجبة الإفطار، لكن حاليا لا أظن أننا سنواظب على هذه العادة لأننا لا نملك الموارد المالية الكافية، سنكتفي بالزيارات بعد وقت الإفطار”.

تقليل هامش الربح

ويرى الجزار الجزائري في مدينة ليون الفرنسية، أحمد.ف أن هذه الزيادات أثرت بشكل كبير على جيب المستهلك كما البائع.

ويتابع في تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”، “كان رمضان شهر ربح ورواج. حاليا لا يفكر المستهلك في نوع اللحوم التي يريد تناولها بل في الأرخص ثمنا وبكمية أقل، اضطررت لتقليل هامش الربح للحفاظ على الزبائن والإكثار من التخفيضات حتى استطيع بدوري دفع فاتورة الكهرباء التي تضاعفت ثلاث مرات”.

ويمكن تفسير هذا الانفجار في الأسعار على وجه الخصوص بالحرب في أوكرانيا التي أدت إلى انفجار في أسعار المحروقات والغاز مما كان له تداعيات على استيراد البضائع، يضاف إلى ذلك حقيقة أن العديد من الحبوب والبذور الزيتية يتم استيرادها من أوكرانيا، وهي أحد الموردين الرئيسيين للحبوب في أوروبا.