ليست أسلحة نووية.. ولكن
- في حين أن ذخائر اليورانيوم المستنفد لا تعتبر أسلحة نووية وفقًا للمنظمات الدولية، إلا أن انتاجها لمستويات منخفضة من الإشعاع دفع هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة إلى الحذر عند التعامل معها، محذرة من من المخاطر المحتملة للتعرض لها.
- يقول الخبير النووي والباحث السياسي في مؤسسة “راند” الأميركية، إدوارد جيست، إن تلك الذخائر تحتفظ ببعض الخصائص المشعة، لكنها لا يمكن أن تولد تفاعلًا نوويًا مثل الأسلحة النووية. بيد أنها تشكل خطرًا على صحة الإنسان في ميدان المعركة، إضافة لمخاطرها على البيئة العامة.
تحذير شديد اللهجة
- سبق أن هدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ”الرد” حال مضت لندن في خطتها، فيما حذر وزير دفاعه سيرغي شويغو من “صدام نووي” محتمل بين موسكو والغرب.
تعرف على مخاطر اليورانيوم المستنفد
- وفق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن اليورانيوم المستنفد هو المنتج الثانوي الرئيسي لتخصيب اليورانيوم وهو معدن ثقيل سام كيميائيًا وإشعاعيًا، باعتباره مادة مشعة معتدلة، مع حوالي 60 بالمئة من نشاط اليورانيوم الطبيعي.
- تعتمد الآثار الصحية الناتجة عن التعرض لليورانيوم المنضب على مسار وحجم التعرض وخصائص اليورانيوم المنضب، مثل حجم الجسيمات والشكل الكيميائي وقابلية الذوبان.
- يستخدم هذا المعدن الكثيف في الذخائر لقدرته على الاختراق، وكمواد واقية في المركبات المدرعة.
- حيثما استخدمت ذخائر اليورانيوم المستنفد، يمكن لذخائر اليورانيوم المستنفد، وشظايا الذخيرة، والسترات/الأغلفة أن تجدها ملقاة على السطح أو مدفونة على أعماق متفاوتة.
- عندما تصطدم ذخائر اليورانيوم المنضب بسطح الهدف أو الأرض، فإن نسبة صغيرة فقط من كتلتها ستتحول إلى غبار اليورانيوم المنضب، وبالتالي يُمكن أن يتلوث الهواء والتربة والماء والنباتات.
- يمكن أن يستخدم أيضا لتعزيز المركبات العسكرية مثل الدبابات، أما الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المستنفد، فهي تنفجر بفعل الارتطام وتطلق غبار أوكسيد اليورانيوم.
- أدانت منظمة “الحملة من أجل نزع السلاح النووي” البريطانية المناهضة للأسلحة النووية، إمداد أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب، معتبرة أن ذلك سيكون كارثة بيئية وصحية إضافية لأولئك الذين يعيشون في قلب النزاع.
- تثير تلك الذخائر جدلًا بأنها يمكن أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بسرطان الدم وتلف الكلى وسرطان الرئة.
- حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن التعامل مع مثل هذه الذخيرة “يجب أن يظل عند الحد الأدنى ويجب ارتداء الملابس الواقية”، موضحة أنه “يمكن أن تسبب التركيزات العالية في الكلى أضرارًا، وفي بعض الحالات الفشل الكلوي”.
متى بدأ استخدام ذخائر اليورانيوم؟
- في العقود الثلاثة الماضية، كانت قذائف اليورانيوم المستنفد هي الخيار المفضل لكل من جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا.
- استخدم اليورانيوم المستنفد لأول مرة في قذائف الدبابات في ألمانيا النازية بسبب نقص التنغستن وهو عنصر كيميائي أكثر كثافة.
- طورت الولايات المتحدة مثل هذه الذخائر خلال الحرب الباردة لتدمير الدبابات السوفيتية، بما في ذلك دبابات “تي 72” نفسها التي تواجهها أوكرانيا الآن.
- كشفت مجلة “تايم” أن الجيش الأميركي لا يزال يطور ذخائر اليورانيوم المستنفد، ولا سيما الطلقة الخارقة للدروع “M829A4” لدبابة القتال الرئيسية “أم1 أبرامز”، لكنه لم يرسلها إلى ميدان القتال في أوكرانيا حتى الآن.
- جرى استخدام الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المستنفد خلال قصف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999 خلال حرب كوسوفو، حيث ألقي ما يقارب 15 طناً من اليورانيوم المستنفد خلال 3 أشهر.
- بعد ذلك، شهدت صربيا أعلى معدل للأورام الخبيثة في أوروبا، حيث تم تشخيص أكثر من 30 ألف شخص بالسرطان في السنوات العشر الأولى منذ التفجير.
- كما سبق وأن استخدمت خلال غزو العراق عام 2003.
تأثيرات واسعة
- اعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، إن ذخائر اليورانيوم المستنفد يمكن أن تؤدي إلى “مأساة على نطاق عالمي تؤثر بشكل أساسي على الدول الأوروبية”.
- أوضح أن استخدام تلك الذخائر في يوغوسلافيا أدى إلى “تلوث إشعاعي وارتفاع حاد في أمراض الأورام”.
جريمة بيئية؟
أشار مستشار برنامج المناخ العالمي، مجدي علام، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن اليورانيوم المستنفد يتسبب في العديد من الأضرار، ويظل محتفظًا بنسبة وحتى لو منخفضة من الإشعاع.
- ذخائر اليورانيوم المستنفد تُصنّف من الأسلحة ذات الخطورة البيئية العالية، ونتمنى ألا تلجأ إليها الدول الكبرى؛ لأن هذا الحجم من القنابل والذخائر المستخدمة بكثافة غير عادية تظل آثارها في التربة والهواء والمياه مئات السنين
- جرى استخدام تلك الذخائر في العديد من الحروب لكن أغلبها كان في مناطق صحراوية، أما حال استخدامها بالحرب الأوكرانية داخل مدن ذات كثافة سكنية فإنها تمثل جريمة بيئة وصحية كبرى
- استخدمتها الولايات المتحدة في غزو العراق كما سبق أن استخدمها حلف الناتو في يوغوسلافيا وتسمى بـ”الأسلحة القذرة”، ولا تزال آثاره الصحية قائمة حتى الآن بين المواطنين في تلك البلدان، كما تبقى لعقود طويلة في البيئة ولا تزول بين يوم وليلة