وفي تقييمهما للوضع خلال تعليقهما لموقع “سكاي نيوز عربية”، يعتبر خبير عسكري روسي أن هذا التقدم في أفدييفكا هو “بداية أخرى للضغط المباشر على كييف”، فيما يؤكد مسؤول عسكري أوكراني شدة تحصينات المدينة؛ متعهدًا باستنزاف روسيا بشكل مباشر في تلك النقطة.
ضغط روسي مضاعف
فيتالي ليتوفكين الخبير العسكري الروسي بمركر “wapams” للدراسات السياسية، يكشف أن الوصول إلى قطع شامل للامدادات هو الهدف الأساسي الآن للجيش الروسي في الجبهة الشرقية بالكامل. موضحا بشيء من التفصيل الوضع في الميدان يقول:
• باتت كل الطرقات الواصلة إلى باخموت تحت السيطرة الروسية، ما عدا طريق واحد عند نقطة خروموف مسيطر عليه بالنار للسماح بخروج الجيش الأوكراني.
• بالفعل يحدث انسحاب، ولكن ببطء بسبب عدم صدور أوامر رسمية للأوكرانيين بالانسحاب، ويقتصر الانسحاب على الهاربين الذين تتزايد أعدادهم بشكل واضح.
• أفدييفكا تشهد معارك عنيفة، بالأخص بالمدفعية الثقيلة.
مكاسب السيطرة على أفدييفكا
والسيطرة على أفدييفكا الواقعة على مسافة 13 كيلومترًا فقط عن دونيتسك في دونباس شرق أوكرانيا، تتيح للجيش الروس، بحسب ليتوفكين المكاسب التالية:
• قطع خط إمداد القوات الأوكرانية في الشرق بشكل كامل.
• تسهيل الهجوم المباشر على فوليدار.
• إحكام الخناق على قوات أوكرانيا وقطع الاتصالات والإمدادات بين سيفرسك وباخموت.
•التقدم على جبهة كريمينيا نحو ليمان وكراسني ليمان لحماية اندفاع الوحدات الروسية التي ستتقدم من غرب سوليدار نحو سلافيانسك.
• استكمال الطوق الواسع باتجاه بلدة تشاسوف يار ومدينة كونستياتينيفكا من اتجاه شمال غرب باخموت.
• السيطرة على أفدييفكا وباخموت سيتيح لموسكو إحكام قبضتها في جنوب وشرق أوكرانيا، وضمان تأمين خطوط إمداد لوجيستية للجيش.
ويصف الخبير الروسي استراتيجية كييف وحلفائها لمحاولة إرهاق واستنزاف روسيا في الجبهة الشرقية بأنها “أشبه بالخيال”؛ لأن “الوضع في باخموت يظهر فقط استعداد موسكو لمواصلة تحقيق أهدافها، وبالفعل يسيطر الجيش الروسي على أكثر من 60% من مساحة المدينة وتحديدا القسم الشرقي شرق نهر باخموتكي، إضافة الى الأحياء الجنوبية والشمالية”.
دفاع مستميت
يقلل سفياتوسلاف بودولاك، مسؤول عسكري أوكراني في جبهة دونباس، من شأن التحركات الروسية الأخيرة، قائلا إن التحصينات مستمرة في جنوب باخموت بعد أن سمح الهجوم الأوكراني المضاد الأخير في الشرق بوقف مؤقت للتقدم الروسي ومقاتلي “فاغنر”.
ويوضح بودولاك أن إستراتيجية بلاده الآن هي “التمسك بالمواقع الحالية وصد الهجمات الروسية لحين تزويد تلك الجبهة بالسلاح”.
وأرجع هذا إلى أنه في حال سقطت باخموت بالكامل وسيطرت موسكو على أفدييفكا، فإن هذا سيسمح للروس بتنفيذ تقدم عسكري بوتيرة سريعة، وعلى مساحات واسعة، وسقوط المدن الكبرى في دونيتسك.
حرب المدفعية
بتعبير بودولاك، فإن النزاع الآن أصبح “حرب مدفعية”؛ حيث “يتم القتال من أجل كل متر تحت وابل من القذائف والصواريخ”.
وميدانيا حول باخموت، التي شهدت أطول المعارك حتى الآن بين موسكو وكييف منذ بداية الحرب في 24 فبراير 2022، الوضع كالتالي:
• أصبح مصنع آزوم تحت السيطرة الكاملة لمقاتلي مجموعة “فاغنر” الروسية المسلحة.
• الضغط الروسي مستمر في مقاطعتي سوباتشيفسكي وبودينوفسكي.
• توسيع منطقة السيطرة بالقرب من محطة سكة حديد باخموت.
• تستمر المعارك عند خط أوريخوفو- فاسيليفكا، الطريق السريع المؤدي إلى سلافيانسك.