والمنطقة الآمنة، التي كرر غروسي اقتراحها مرارا، يستبعد خبيران في العلاقات الدولية إنشاءها، على الأقل قريبا، موضحين في تعليقهما لموقع “سكاي نيوز عربية” الأجواء السياسية والأمنية وراء ذلك، وتوقعاتهما لما ستنتهي إليه زيارة غروسي. فهل ستنجح الجهود الأممية لتنفيذ منطقة عازلة في محيط زابوريجيا أم ستكون الزيارة الجديدة كسابقتها؟
الهدف الأممي
- تقع محطة زابوريجيا في مقاطعة بنفس الاسم جنوب أوكرانيا على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، وحذر مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون سابقا من “كارثة لا يمكن تقديرها” قد تتجاوز كارثة انفجار مفاعل تشرنوبل عام 1986، إذا تضررت مفاعلات المحطة.
- تتعرض المحطة مرارا للقصف، وتتبادل موسكو وكييف المسؤولية عن استهدافها؛ ما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإجراء مشاورات بين الطرفين لعزل المحطة، وأرسلت في سبتمبر الماضي، فريقا من المفتشين والخبراء لتفقدها، ما زال منهم خبيران في الموقع.
- خلال إعلانه زيارته للمحطة الأسبوع المقبل، جدد غروسي الدعوة لإقامة منطقة آمنة حول الموقع، قائلا: “أنا مصمم على مواصلة القيام بكل ما باستطاعتي للمساعدة في تقليص مخاطر وقوع حادث نووي خلال الحرب المأساوية في أوكرانيا”.
- جاء في بيان لغروسي: “بالرغم من أن وجودنا في المنشأة مر عليه سبعة أشهر، لا تزال الأوضاع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية خطيرة”.
طريق مسدود
الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، يلفت في تعليقه إلى أن الحديث عن إنشاء منطقة آمنة دائمًا ما يصل لطريق مسدود منذ بداية الحرب واحتدام المعارك حول زابوريجيا، مرجعا ذلك إلى:
• كييف تستخدم هذه البطاقة من أجل الضغط على أوروبا وابتزاز موسكو.
• الحديث عن المنطقة العازلة يُعد خدعة بدون ضمانات وبنود واضحة.
• موسكو لن تسمح بوجود قوات دولية في هذا المحيط؛ لأن بذلك ستستفيد أوكرانيا من تجميد تلك المنطقة التي تعد أرضا روسية بعد استفتاء ضم المناطق الأربعة إلى روسيا (زابوريجيا، دونيستيك، لوغانستيك، خيرسون).
• المنطقة العازلة غالبا ما يكون الهدف المعلن منها هو حماية المدنيين، لكن تحمل في الخلفية أهدافا سياسية وأمنية، وهذا أمر لن تقبل به موسكو، خاصة بعد بناء تحصينات عسكرية حول وحدات الطاقة النووية بالمحطة.
الحصول على تنازل
فيما يخص تحركات الوكالة الدولية، يرى الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم، أن زيارة غروسي محاولة للحصول على أي تنازل من الطرفين الروسي والأوكراني لتحويل منطقة الخطر إلى منطقة آمنة، وهذا بالتأكيد سيكون في مصلحة جميع الأطراف.
إلا أنه يستبعد الوصول لاتفاق حول المنطقة الآمنة، معددا العقبات وراء ذلك:
• استمرار كل الأطراف على مواقفها السابقة.
• الوضع لا يزال محفوفا بالمخاطر مع تبادل القصف.
• ضرورة التوصّل لوقف إطلاق نار مبدئي حتى في جبهة الجنوب فقط.
• رفض موسكو القاطع لمغادرة محيط المحطة التي تعتمد عليها بشكل كبير في خطتها لتطوير شبه جزيرة القرم.
بناء على ما سبق، يرى جاسم أن الزيارة “يبدو أنها قد تتجه لكونها كارتا مكررا للضغط على روسيا في المقام الأول”.
عن سير المعارك في مقاطعة زابوريجيا، أعلن الجيش الروسي صد هجوم شنته قوات كييف على محيط مدينة أوريخوف في المقاطعة قرب المفاعل.