هذا السعي الأميركي، ليس هدفه رفع شأن الصين بتصنيفها “دولة متقدمة”، ولكن لأسباب تتعلق بالمنافسات بين البلدين، والمزايا التي تكسبها الصين من وراء احتفاظها بلقب “دولة نامية” كما يوضح خبيران لموقع “سكاي نيوز عربية”.
تحرك قانوني أميركي
يوم الإثنين، وافق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يلزم الإدارة الأميركية بالعمل على إزالة صفة “دولة نامية” عن الصين في داخل المنظمات والاتفاقيات الدولية التي تكون واشنطن طرفا فيها؛ وذلك لأن هذه الصفة تعطي الصين “معاملة تفضيلية” على حساب الولايات المتحدة في بعض الملفات.
ما معنى دولة نامية؟
- هي الدول التي يصنف دخلها بالمتدني، وتحتل مرتبة منخفضة في مؤشر التنمية البشرية.
- لكنها في الوقت ذاته تكافح لتحسين مستوى المعيشة، وتحقيق معدلات نمو عالية.
- البنك الدولي الذي أطلق هذا المصلح يمنح مزايا مالية للدول المصنفة كنامية للارتقاء بمستوى معيشتها، مثل تقليل التزاماتها في أعباء مهام المنظمات الدولية والمساعدات وما شابه.
لماذا الصين دولة نامية؟
رغم أن الصين هي ثاني اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، لكن وفق مؤسسات مالية توجد أسباب جعلتها حتى اللحظة داخل تصنيف الدول النامية:
- عدم توازن التنمية، والفجوة بين الحضر والريف، حيث تبلغ نسبة الحضر 58 بالمئة، مقارنة مع 80 بالمئة في البلدان المتقدمة.
- التنمية غير كافية ودخل الفرد لا يزال أقل من المتوسط العالمي.
- النموذج الأصلي للتنمية غير مستدام، يحتاج إلى ترقيته، والصين مطالبة بتقديم أرقام حقيقية عن معدلات التنمية.
- ما زال هناك 30 مليون فرد تحت خط الفقر، وأكثر من 80 مليون معاق، وأكثر من 200 مليون مسن يحتاجون للرعاية، و15 مليون فرد يحتاجون لفرص عمل جديدة سنويا.
لماذا تشكو واشنطن؟
الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر يضرب لموقع “سكاي نيوز عربية” أمثلة على أسباب تذمر واشنطن من تصنيف الصين على أنها دولة نامية، ولماذا تسعى حثيثا لتصنيفها بالمتقدمة:
- تصنيف الصين كدولة نامية أو ذات دخل منخفض يعطي لها مميزات مالية واقتصادية أثناء توقيع المعاهدات أو انضمامها إلى أي منظمة.
- ففي قضية المناخ مثلا، ورغم أن الصين من أكثر الدول الصناعية تسببا في تلويث الهواء وتسبب أزمة المناخ، إلا أنه حين تم وضع إطار لتأسيس صندوق لتعويض الدول الفقيرة والنامية المتضررة من تغير المناخ، تحملت الدول المتقدمة العبء الأكبر، وتجنبت الصين إلزامها بدفع تعويضات كبيرة على أساس أنها “دولة نامية ذات دخل منخفض”.
- وهكذا، فرغم أن مصطلح “دولة نامية” غير رسمي، إلا أنه عند فرض التزامات في الاتفاقيات الدولية تقل على حاملي اللقب الالتزامات، خاصة المادية.
“لم يعد يصلح للصين“
“الصين ليست دولة نامية”، بتعبير الخبير القانوني أيمن طلعت، موضحا لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- الصين الآن دولة ذات دخل مرتفع، وتتمتع بطاقة بشرية وصناعية كبيرة، وهناك إنجاز واضح في الارتقاء بمستوى معيشة الفرد.
- كل هذا بالفعل يؤكد أنه من المفترض تجريد الصين من لقب دولة نامية؛ كي تعامل معاملة الدولة المتقدمة التي عليها التزامات وواجبات يجب أن تقوم بها تجاه الدول النامية.
- استمرار تصنيف الصين على إنها نامية يعفيها من التزامات اقتصادية وتنموية وبيئية وسياسية، ويعطيها أفضلية أحيانا على الولايات المتحدة في كثير من الملفات.