وقال ميلي، خلال حدث افتراضي نظمه موقع “ديفينس ون”، ردا على سؤال بهذا الصدد: “مهمة عسكرية جادة وصعبة للغاية لكنها ليست مستحيلة، ولا أعتقد أن هذا ممكن على المدى المنظور أو خلال هذا العام”.
وأوضح قائلا “أنا لا أقول إنه لا يمكن تحقيق ذلك. وإنما أقول إنها مهمة صعبة للغاية”.
وتعطي تصريحات ميلي واقعا مؤلما وقاتما للهدف المعلن والطموحات المأمولة لصانعي السياسة والدبلوماسيين وقادة الدفاع في كل من واشنطن وكييف.
وكانت السلطات الأوكرانية تحدثت مرارا وتكرارا عن الرغبة في استعادة إقليم دونباس والسيطرة على الممر البري إلى شبه جزيرة القرم واستعادت شبه الجزيرة نفسها، أي استعادة الحدود التي كانت موجودة قبل عام 2014.
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنا مرات عديدة بأن الهدف الأوكراني النهائي هو طرد الروس من أوكرانيا.
وقال ميلي “هذه مهمة عسكرية كبيرة. مهمة عسكرية صعبة للغاية”. مشيرا إلى أن هناك مئات الآلاف من الروس الذين ما زالوا في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.
وأضاف رئيس هيئة الأركان المشتركة “أنا لا أقول إنه لا يمكن القيام به.. أنا أقول إنها مهمة صعبة للغاية”، وأردف قائلا “لكن هذا هو هدفهم. من المؤكد أن لهم الحق في ذلك، هذا هو بلدهم”.
وكان ميلي قال في مؤتمر صحفي في نوفمبر، إن احتمال استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم وطرد جميع القوات الروسية “في أي وقت قريب ليس كبيرا”.
وأثارت تعليقاته التكهنات بأن الولايات المتحدة كانت تضغط على زيلينسكي للتفاوض بشأن تقديم تنازلات إقليمية لروسيا.
وأمس الجمعة، قال ميلي إن روسيا “فشلت” استراتيجيا وعمليا، “والآن هم يفشلون تكتيكيا أيضا”.
جاء ذلك بعد شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب بأن القوات الروسية “تتعرض للذبح” على يد القوات الأوكرانية، ويرجع ذلك جزئيا إلى سوء التدريب وتكتيكات الموجة البشرية.
واستبعد ميلي تقديم الصاروخ بعيد المدى ATACMS إلى أوكرانيا لاحقا، مشيرا إلى وجود قرار سياسي بذلك حاليا، لكنه ألمح إلى أن ذلك ممكن مستقبلا.
غير أن ميلي أضاف “من وجهة نظر عسكرية، لدينا عدد قليل نسبيا من أنظمة ATACMS، وعلينا التأكد من أننا نحتفظ بمخزونات الذخيرة الخاصة بنا أيضا”.
وحذر ميلي لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، يوم الأربعاء، من أن الصراع في أوكرانيا كشف “معدلات الاستهلاك المذهلة للذخائر التقليدية” في زمن الحرب، وقال: “إذا كانت هناك حرب في شبه الجزيرة الكورية أو حرب قوى عظمى بين الولايات المتحدة وروسيا، أو الولايات المتحدة والصين، فإن معدلات الاستهلاك (للذخيرة التقليدية) ستكون خارج المخططات”.
وأضاف أنه ستتم مراجعة وإعادة تقييم لما تحتاجه الولايات المتحدة للصراعات المستقبلية، وقال: “سنعود ونراجع جميع تقديراتنا اللوجستية، لجميع الذخائر أو الذخائر الرئيسية المطلوبة لخطط الطوارئ المختلفة”.
وأشار إلى أن صناعة الدفاع الأميركية ستستغرق “عدة سنوات على الأرجح” لإعادة ملء الفجوة الناجمة عن تقديم المساعدات لأوكرانيا وزيادة الإنتاج لتلبية ما يحتاجه البنتاغون.
وقال “لدينا ذخيرة كافية في مخزوننا اليوم للقيام بما نحتاج إلى القيام به. ولكن إذا كنت منخرطا في حرب كبيرة بين القوى العظمى، فمن الأفضل عدم التقليل من حجم الذخيرة التي ستحتاجها”، مشددا على أن هذا هو المنطقي لعدم منح أوكرانيا صواريخ MGM-140 ATACMS، التي يبلغ مداها 190 ميلا.