روح “الانفصال” تتحرك في أزواد.. مالي مهددة بسيناريو 2012

8


يأتي هذا وسط تعثر المحادثات بين الحكومة وحركات إقليم أزواد حول تنفيذ اتفاق الجزائر للسلام، الموقع عام 2015، والخاص بإنهاء المعارك المسلحة بين الجانبين، التي نشبت مع رفض الحكومة توجه تلك الحركات للانفصال.

تهدد أطراف في الإقليم مجددا بالتوجه للانفصال إذا لم تنفذ باماكو ما ورد في الاتفاق وتوابعه بشأن تعزيز الحكم المحلي والتنمية في الإقليم، ومشاركة أفراد الحركات المسلحة في الجيش.

صراع يمتد عقودا

في الذكرى 11 لإعلان استقلال أزواد في 6 أبريل 2012، والذي رفضته الحكومة والكثير من الدول، يستعرض موقع “سكاي نيوز عربية” تسلسل الأحداث التي وصلت إلى الموقف الحالي.

  • يقع إقليم أزواد في شمال مالي، ويتكون من عرقيات مختلفة، منها الطوارق والعرب، وتم اعتباره لاحقا جزءا من دولة مالي التي نشأت عقب رحيل الاحتلال الفرنسي.
  • في عام 1958 توجه 100 من زعماء قبائل الأزواد برسالة إلى الرئيس الفرنسي شارل ديغول، بأن سكان الإقليم لا يرغبون في الانضمام إلى الدولة المنتظرة عقب الاستقلال.
  • بعد الاستقلال، ومنذ عام 1962 دخل الإقليم في صدامات وثورات ضد الحكومة.
  • أبريل 2012: حركات تحرير أزوادية تعلن استقلال مناطق تقع تحت سيطرتها تشكل نحو ثلثي مساحة البلاد.
  • ديسمبر 2012: مجلس الأمن الدولي يجيز بالإجماع التدخل الدولي في مالي لاستعادة المناطق المنفصلة في الشمال.
  • فبراير 2013: دخلت قوات فرنسية قوامها 4000 جندي إلى الإقليم بعد حملات قصف جوي وبري مكثف.
  • يونيو 2013: توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حركات أزواد والحكومة المالية.
  • أبريل 2014: بدأت الجزائر وساطتها بين المتصارعين، وتم توقيع اتفاق الجزائر للسلام عام 2015، وبموجبه تمتنع تلك الحركات عن مساعي الانفصال مقابل المشاركة في مؤسسات الدولة وعمل مشاريع لتنمية الإقليم.
  • استمر الوجود الفرنسي حتى اعلان الرئيس إيمانويل ماكرون انسحابه من مالي بعد توتر العلاقات مع السلطة الانتقالية التي جاءت عقب الانقلاب العسكري مايو 2021.
  • ديسمبر 2022: حركات في أزواد تلوح مجددا بالانفصال، وتتهم الحكومة بعدم تطبيق الاتفاق، فيما ترد الحكومة بانشغالها في مكافحة الحركات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وداعش، وتهدد البلاد عامة، وتنتشر في إقليم أزواد وما حوله بشكل خاص.
  • مارس 2023: حركات في أزواد تعلن عدم اعترافها بمسودة الدستور الجديد لمالي.
  • تتهم حركات أزواد الحكومة بعدم تطبيق الاتفاق، فيما ترد الحكومة بانشغالها في مكافحة الحركات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وداعش، وتهدد البلاد عامة، وتنتشر في إقليم أزواد وما حوله بشكل خاص.
  • في السنوات العشر الأخيرة، تأزمت الأوضاع في مالي بانتشار الحركات الإرهابية، منها جماعة تطلق على نفسها اسم “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة للقاعدة، و”داعش جنوب الصحراء”، التي استغلت غياب التعاون في حماية الحدود بين القوات الحكومية وحركات أزواد.

تبعات “فشل” اتفاق الجزائر

ممثل “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” في موريتانيا، السيد بن بيلا، يستبعد عودة حركات أزواد لإعلان الانفصال مجددا، أو ما تسميه بالاستقلال “قبل أن تضمن مساندة إقليمية ودولية لقرار بهذا الحجم“.

إلا أنه كذلك يضيف: “لكن لا شيء مستحيل في ظل متغيرات لم تكن في الحسبان لدى مختلف أطراف النزاع في الإقليم”.