يستشرف خبيران في العلاقات الدولية، تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية”، من هذا التطور الكبير “انتهاء زمن الحياد”، بانضمام دول كانت توصف بالحياد إلى الناتو؛ ما يزيد مخاطر الصراع النووي مع ما يتردد عن مساعٍ أميركية لنشر أسلحة نووية في فنلندا.
تهديدات حادة متبادلة
• عقب الإعلان عن ضم فنلندا، الثلاثاء، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ: “خاض الرئيس بوتين العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا بهدف واضح لتقليص حجم الناتو.. اليوم يحصل على العكس تماما”.
• في ذات اليوم، رد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بالقول إن انضمام فنلندا للناتو يزيد مخاطر نشوب صراع.
• عمليا، أعلن شويغو أن طائرات عسكرية في بيلاروسيا، الجارة والحليفة لروسيا، أصبحت قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وجرى نقل أنظمة صواريخ إسكندر إلى بيلاروسيا، والتي يمكن استخدامها لحمل صواريخ تقليدية أو نووية.
الرد “بكل قوة”
المحلل السياسي الروسي، مسلم شعيتو، يرى في انضمام فنلندا للناتو واقتراب السويد من ذلك، مؤشرا على “تصعيد قادم”؛ لمساس هذا بالأمن القومي الروسي.
تمتد حدود دول البلطيق (لاتفيا، أستونيا، ليتوانيا) العضوة في الناتو مع روسيا مسافة 1270 كم، وجاء انضمام فنلندا التي تتشارك مع روسيا بحدود 1300 كم ليضاعف حدود الحلف مع روسيا، وفقا لشعيتو.
يتهم الخبير الروسي واشنطن بالسعي لنشر أسلحة نووية في فنلندا باعتبارها قريبة جدا من روسيا، ويقول: “يجب على روسيا أن تجد وسائل لمواجهة هذا التمدد”.
في حال نشر الولايات المتحدة أسلحة نووية كما فعلت في ألمانيا وتركيا واليونان وغيرها منذ أكثر من 20 عاما، فسترد روسيا بكل قوة، حسب المحلل الروسي.
الخميس، علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات صحفية قائلة إن الناتو يتوسع نحو روسيا “ما يخلق تهديدات لأمننا”.
انتهاء زمن الحياد
من جانبه، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، ناجي ملاعب، في انضمام فنلندا للناتو وإقدام السويد على ذلك، مؤشرا على انتهاء “زمن الحياد”.
يستدل على ذلك بأنه بانضمام فنلندا واقتراب السويد، فإنه بجانب دول البلطيق ستكون اكتملت سيطرة الناتو على بحر البلطيق؛ ما يعيق عمل أسطول الشمال الروسي.
تطرقت زخاروفا لهذه النقطة بقولها إن فنلندا “قررت توديع حيادها”.
في المقابل، ترى فنلندا، التي تخشى تعرضها لاجتياح روسي، أنها تستفيد من الناتو بالحماية التي يوفرها البند الخامس من ميثاقه، وينص على أنه حال تعرض دولة عضو لهجوم مسلح، سيعتبره بقية الأعضاء هجوما ضدهم، وسيساعدونها.
كيف سترد روسيا؟
إذا نشر الناتو سلاحا نوويا في فنلندا سترد موسكو بنشر أسلحتها النووية كذلك، وفقا لمسلم شعيتو.
من جانبه، يلفت ملاعب إلى أن هذا وقع بالفعل، مستشهدا بإعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا ستزود بيلاروسيا بصواريخ إسكندر.
كما يلفت إلى ما أعلنته موسكو عن تدريب القوات الروسية لنظيرتها البيلاروسية على تلك الأسلحة، ويقول: “تم تحريك قوات استراتيجية روسية إلى مقربة من الحدود مع فنلندا”.
11405 رؤوس نووية
تمتلك الولايات المتحدة وروسيا نحو 90 بالمئة من الرؤوس النووية في العالم، وهو ما يكفي لتدمير الكوكب عدة مرات.
لدى روسيا أكبر مخزون في العالم من الرؤوس الحربية النووية، وتشير التقديرات إلى امتلاكها 5977 مقارنة مع 5428 لدى الولايات المتحدة.