وميركل التي قادت ألمانيا بين 2005 و2021، تسلمت وسام الصليب الأكبر للاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس فرانك فالتر شتاينماير.
وأشاد شتاينماير بالمستشارة السابقة خلال حفل تقليدها الوسام قائلا “على مدى ستة عشر عامًا، خدمتِ ألمانيا بطموح وحكمة وشغف”.
ولم يحظ بهذا التكريم سوى المستشارين الأسبقين كونراد أديناور وهلموت كول، وهذه أول مرة يمنح لزعيم ولد ونشأ في ألمانيا الشرقية.
وغادرت المستشارة المحافظة البالغة 68 عاماً المنصب في ديسمبر 2021 فيما كانت تحظى بشعبية جارفة، لكنّ نجمها خفت بعد ذلك خصوصاً بعد العمليات الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022 بسبب قراراتها المتعلقة بالاعتماد على الغاز الروسي والاستغناء عن الطاقة النووية في عام 2011.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الألماني “لم يغيّر 24 فبراير 2022 أوروبا فحسب، بل غيّر العالم ونظرتنا للسياسة الألمانية والأوروبية التي اتّبعناها سابقا”.
وأضاف شتاينماير “من المهمّ أن نستخلص العبر: اليوم يجب أن نفكر بشكل مختلف، ونتصرف بشكل مختلف”.
انقسام حول إرث ميركل
وطالت ميركل انتقادات حتى من حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي.
واعتبر نائب رئيس الحزب المحافظ، كارستن لينيمان، في تصريح لقناة “إن تي في” الاخبارية أن المستشارة السابقة التي خلفها الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتز، تحظى “باحترام كبير، خاصة على المستوى الدولي” لكنها “ارتكبت أيضا أخطاء، بعضها فادح”.
وشكل التخلي عن الطاقة النووية الذي سرعته المستشارة بعد كارثة فوكوشيما في اليابان “خطأ” لأنه تقرر “دون تحديد الإشارة إلى كيفية تزويد أنفسنا بالطاقة بشكل مستقل نوعاً ما”، بحسب لينيمان.
كما أشار لينيمان إلى أن قرار فتح الحدود أمام اللاجئين في عام 2015، كان من بين “الأخطاء الفادحة”.
وقال الأمين العام للحزب الديموقراطي الحر (ليبرالي) بيجان جير سراي “في نهاية ولايتها (الرابعة)، لم تكن بلادنا في حالة جيدة”.
غير أن ميركل التي بدأت بكتابة مذكراتها منذ مغادرتها المستشارية، تحصد أيضا إشادات بما في ذلك من خصومها في الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر.
وأكدت القيادية في الحزب الاشتراكي الديموقراطي، ساسكيا إسكن “أقدر بشكل خاص حنكتها الدبلوماسية وحكمتها المتعاطفة اللتين ساعدتاها دائمًا على تشكيل تحالفات وتسويات مستدامة على الساحتين المحلية والدولية”.
اعتبر الرئيس المشارك لحزب الخضر أوميد نوريبور أن ميركل “طبعت بلدنا كقليلين آخرين”، مشيرا إلى أنه “ليس من الضروري أن نتفق مع كل اجراءتها للاعتراف بمزاياها الكبيرة”.
وخلال الحفل الذي حضره زوجها ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والمستشار أولاف شولتس، قالت ميركل “كثيراً ما يقال إن السياسة وكر للأفاعي. يجب أن أقول إنني ما كنت لأنجو لو لم يكن هناك جانب آخر للسياسة”.