الجبهة الجنوبية والتي تشمل خيرسون وزابوريجيا والأقاليم التي ضمتها موسكو العام الماضي، شهدت زيارة تعد هي الأولى منذ بداية الحرب للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وعقد اجتماع مع القيادات العسكرية في تلك الجبهة.
ووفقا لخراء عسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية، فقد كثفت أوكرانيا من استعداداها العسكرية جنوبًا خلال الأيام الماضية.
تأتي تلك التحركات ضمن محاولة وقف نزيف الخسائر بالجبهة الشرقية، بخلاف عدم السماح للقوات الروسية من تثبيت أقدامها نحو الأقاليم الأربعة التي ضمتهم العام الماضي، ولكن تبقى عقبة استراتيجية أمام أوكرانيا جنوبًا.. فهل ستنجح في عبورها؟.
نهر دنيبرو
في أغسطس الماضي، نجح الجيش الأوكراني في هجومه المضاد نحو خيرسون من ثلاث جبهات شرقية وشمالية وغربية، وكانت صواريخ “هيمارس”، التي يتجاوز مداها 60 كلم، كلمة السر في النصر الذي تم تحقيقه، وإجبار القوات الروسية على الانسحاب إلى الضفة الغربية من نهر دنيبرو.
وحول تلك الجبهة التي جمدت فيها المعارك فيها الأشهر الماضية، يرى ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن العقبة الوحيدة أمام كييف في تلك الجبهة الاستراتيجية هي عبور النهر الذي يقسم المدينة بالكامل.
وأضاف ماتيوشين فيكتور، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن النهر الذي يشق الأراضي الأوكرانية بطول نحو 1100 كيلومترا حيث يصب في البحر الأسود، ويبلغ طوله 2290 كيلومترا، ساهم بشكل كبير في قلب ميزان المعدلة العسكرية لصالح كييف الفترة الأخيرة، ومنع موسكو من فرض سيطرتها والتوغل داخل خيرسون بالكامل ومنها إلى باقي الأقاليم الجنوبية.
وبحسب البيانات الروسية رصدت القوات الأوكرانية العديد من النقاط على طول النهر، وبدأت في حشد معدات عسكرية، بخلاف جمع السفن متوسطة الحمولة ومراكب الصيد أيضًا، في محاولة لحشد أكبر قدر ممكن من وسائل عبور النهر بجانب الكباري البرمائية التي استلمتها كييف مؤخرًا من الغرب.
وفي يناير الماضي، حاولت القوات المسلحة الأوكرانية عبور نهر دنيبرو في نوفايا كاخوفكا خلال عملية إنزال ليلية، ولكنها فشلت نتيجة الدفاعات الروسية.
وأكد ماتيوشين فيكتور، أن عملية العبور ستكون أسهل حال توافر الذخيرة الخاصة بمنظومة صواريخ هيمارس التي تستهدف طرق تزويد القوات الروسية بالإمدادات على الضفة الغربية، ما يعزلها مؤقتًا ويسمح للقوات الأوكرانية بالعبور وتأمين شمال خيرسون بالكامل.
الخطط الروسية
تتحصن القوات الروسية على ضفاف نهر دنيبرو لمنع أي عملية إنزال سواء جوي أو بري بعبور النهر من جانب القوات الأوكرانية، إذ قلل أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية، من عمليات الحشد الأوكراني على الجهة الأخرى من النهر مشككًا في قدرتها على العبور.
وقال أوليغ أرتيوفسك، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، إن عبور النهر من جانب قوات كييف مستحيل لعدة أسباب:
- فقدان القوة النارية على ضفاف النهر وأي عملية إنزال مكشوفة .
- أغلب القوات المتواجدة في الجنوب دون خبرة قتالية، فالنخبة تم سحبهم للجبهة الشرقية.
- المدرعات والدبابات الغربية لا تكفي لشن هجوم مفتوح حال عبور النهر الذي يبلغ طوله أكثر من 100 كيلو متر.
- عدم قدرتها على استمرا القصف المدفعي في ظل أزمة الذخيرة لدى كييف.
وأكد أوليغ أرتيوفسك، أن خسائر كييف في باخموت ستؤثر بشكل كبير في أداء المعارك القادمة فالخسائر كانت فادحة في تلك الجبهة، بخلاف تراجع الدعم الغربي بشكل كبير بعد خسائر زيلينسكي.
وشهدت جبهة خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا زيارة هي الأولي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الحرب الروسية في فبراير 2022، وتباحث مع قائد القوات الروسية الجنرال ميخائيل تيبلينسكي وقادة عسكريين كبار آخرين لبحث الوضع الميداني.