هذه الخطوة أراد فيها ماسك تطبيق مبدأ “المساواة”، ومنح الكل فرصة توثيق الحسابات، دون التمييز بين المشاهير والعامة، هذه الخطوة اتسمت بالجرأة الكبيرة، لكن تبعاتها قد تكون “كارثية” بالنسبة لماسك وموقعه الشهير.
تحرك ماسك يأتي بدوافع مادية، على الرغم من الخطاب الداعم لمنح “القوة للشعب”.
قد يؤدي فقدان “التوثيق” في الحسابات، إلى إقناع بعض المستخدمين بالدفع.
لكن ذلك سيأتي بتبعات قد تضرب تويتر، ومنها أن تضر هذه الخطوة بسلعة لا تقدر بثمن ولكنها غير ملموسة: الثقة.
صحيفة “الغارديان” البريطانية أشارت إلى أن إذا كان ماسك صادقا بشأن استبدال “النظام الإقطاعي”، المناهض للمساواة، فعليه أن يفعل ذلك بهيكل يدوم، فالصحفيون والخبراء هم من بين آلاف الحسابات التي فقدت توثيق حساباتها قبل أيام.
يقول الباحث في معهد رويترز للأخبار، نيك نيومان: “قد يساعد نهج تويتر أعماله، لكنه لن يساعد المستخدمين في تحديد من أو ما الذي يستحق “المتابعة” على الموقع.
هذا الخطر سيؤدي في النهاية إلى تدهور الثقة التي تعتبر ضرورية للاستدامة على المدى الطويل.
هروب الإعلانات
توقعت شركة الاستشارات “إنسايدر أنتيليجنس” أن تنخفض إيرادات تويتر السنوية بنحو الثلث هذا العام، بحسب تقديرات أصدرتها الثلاثاء، بسبب الخلاف بين العلامات التجارية وإيلون ماسك، مالك المنصة منذ أواخر أكتوبر الفائت.
وأوضحت “إنسايدر أنتيليجنس” أن الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا والتي تحقق معظم إيراداتها من الإعلانات، ستكسب أقل من ثلاثة مليارات دولار سنة 2023 أي أقل بنسبة 28 في المئة من إيراداتها عام 2022 التي بلغت 4.14 مليار دولار.
وكان الخبراء لا يزالون يأخذون في الاعتبار التوقعات بنمو المنصة. لكن الوضع الاقتصادي تدهور لاحقا، وتحقق ما كان متوقعا في شأن ابتعاد المعلنين عن الشبكة.
فقد حد ماسك من الإشراف على المحتوى، وهو عنصر ضروري لتوفير بيئة تعتبرها العلامات التجارية “آمنة”، نظرا إلى عدم رغبتها في أن تُربط أسماؤها بمحتوى غير لائق.
أبدى بعض الرياضيين والمشاهير ومؤسسات إعلامية إخبارية عدم رغبتهم في دفع رسوم الاشتراك للحفاظ على التحقق الخاص بهم.
- صرح نجم كرة السلة في الدوري الأميركي للمحترفين ليبرون جيمس وقائد فريق كرة القدم الأميركية باتريك ماهوميس بأنهما سيتجنبان دفع رسوم تويتر بلو البالغة 8 دولارات.
- قال لاعبو كرة القدم الأميركية الآخرون الذين قالوا إنهم لن يدفعوا رسوم تويتر بلو، بما في ذلك مايكل توماس وداريوس سلاي.
- صرح الكاتب ستيفن كينغ بأن المنصة “يجب أن تدفع لي”.
- سأل الممثل وليام شاتنر عن قرار ماسك بإنشاء خدمة اشتراك، مشيرًا إلى أنه كان على المنصة لمدة 15 عامًا “وكل ذلك بدون مقابل”.
- صرح الممثل كارل أوربان بأنه “معارض لإنفاق المال على وسائل التواصل الاجتماعي”.
- قال الممثل جيسون ألكسندر، الذي شارك في مسلسل ساينفيلد، إنه سيغادر المنصة بمجرد فقدان تحققه.
- طالبت عارضة الأزياء والكاتبة كريسي تيجن تويتر بـ”أخذ العلامة التحققية بالفعل، لمن يهتم ذلك”.
- قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز وبازفيد وصحيفة نيويورك تايمز
- أعلنت كلٌ من لوس أنجلوس تايمز وبازفيد وصحيفة نيويورك تايمز وواشنطن بوست وفوكس وبولتيكو عدم رغبتها في دفع أي رسوم للحصول على التحقق من حساباتها، حيث أشارت محررة صحيفة لوس أنجلوس تايمز، سارة ياسين، إلى أن التحقق من الحسابات لم يعد يشكل مصدراً للمصداقية في الوقت الحالي.