ودُعي إلى القمة رؤساء حكومات الدنمارك وهولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وأيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
هذا الاجتماع الأوروبي جاء بالتزامن مع تزايد اتهامات الغرب ضد روسيا بالتخطيط لتخريب مزارع الرياح في البحر الأسود، وتدمير كابلات الإنترنت.
حرب الظل
- الاتهامات مبعثها تحقيق صحفي استقصائي مشترك أجرته هيئات ومحطات البث العامة في الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا.
- التحقيق الاستقصائي الغربي الذي أطلق عليه اسم “حرب الظل”، اعتمد على أن الدولة الروسية تمتلك أسطولا من سفن متخفية على شكل سفن صيد وأبحاث في بحر الشمال، وتخطط لأعمال تخريبية.
- كشف التحقيق أن هناك حوالي 50 سفينة عسكرية ومدنية يمكن أن تكون جزءًا من برنامج روسي لجمع المعلومات الاستخباراتية حول مزارع الرياح وخطوط أنابيب الغاز وكابلات الكهرباء وحركة البيانات.
- من جانبه، نفى الكرملين ما وصفه بأنه “مغالطات” واتهامات “لا أساس لها”.
ماذا يرى مراقبون؟
حسب ما يرى الباحث في الشأن الدولي، أحمد سلطان، فإن الحديث عن اتهامات غربية لروسيا بالتخطيط لتخريب مزارع الرياح، “تفتقر لصيغة المباشرة”.
وقال الباحث لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- “تندرج الاتهامات الغربية تحت باب الاحتمال، حال اندلاع صراع شامل، من باب تفويت الفرص على روسيا باستخدام مزارع الرياح أو كابلات الإنترنت؛ ككارت ضغط على الغرب في الصراع أو معركة الربيع المنتظرة”.
- “الغرب يريد تفويت الفرصة على موسكو بشأن كسب أية جولة محتملة للحرب، حال اندلاع مواجهة شاملة بينها وبين القوى الأوروبية، لا سيما أن السفن الروسية المزعومة تحمل معدات مراقبة تحت الماء، وتقوم برسم خرائط المواقع الرئيسية للقيام بعمليات محتملة”.
- “حيلة الغربيين في تفويت الفرصة على الروس تكمن في الإيحاء بأن المسؤولين البريطانيين على دراية بتحركات السفن الروسية حول مياه بريطانيا”.
تفنيد الاتهامات
وفنّد سلطان عددا من النقاط التي استند عليها الغربيون في تلك الاتهامات:
- تحليلات غربية للاتصالات الروسية التي تم اعتراضها، تشير إلى ما يسمى بـ”السفن الأشباح” في مياه الشمال.
- رصد سفينة روسية قبل شهرين بالقرب من مزرعة رياح في بحر الشمال، وكانت ترسم مواقع.
- استخدام الاستخبارات الروسية سفن صيد وشحن ويخوت مجهزة بوسائل المراقبة تحت الماء، بحسب وسائل إعلام غربية.
- 27 من السفن المشتبه بأنشطتها أبحرت في المياه الإقليمية السويدية، أو رست في موانئها خلال السنوات الخمس الماضية.
- عثور الشرطة النرويجية على أجهزة راديو سوفييتية قديمة بحوزة عامل في مقصورة مغلقة على متن سفن صيد روسية.
بحر الشمال.. نقطة مواجهة
يدعم الحديث عن احتمالات اندلاع مواجهة مسلحة بين روسيا والقوى الغربية في بحر الشمال، تصريحات سابقة لرئيس المخابرات الهولندية، الجنرال جان سويلينز، الذي كشف عن “محاولة جهات روسية فاعلة -لم يسمها- في الأشهر الأخيرة، الكشف عن كيفية عمل نظام الطاقة في بحر الشمال واستطلاع المواقع الحساسة في أمر غير معتاد”.
وحذر الجنرال من أن تقوم الدول الغربية بنشاط مماثل ضد روسيا.
في سياق متصل، يرى الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- هناك أجهزة استخبارات غربية؛ من بينها هولندا، هددت بإتلاف الاتصالات وتدمير أنظمة الطاقة في روسيا لإحداث فوضى في خطوة “رد فعل”.
- هذه الدول استندت إلى الربط بين نشاط مزعوم لسفن تجسس روسية بحادث في جنوب سفالبارد، وقع العام الماضي، عندما تم قطع خط بيانات تحت الماء.
خطوات تقود إلى مواجهة
الخطوات التي تقود إلى المواجهة في بحر الشمال تظل واردة، حسب ما عددها فيكتوروفيتش لموقع “سكاي نيوز عربية”، ومن بينها:
- طرد النرويج أبريل الجاري، 15 مسؤولا روسيا بتهمة بالتجسس.
- اتهام سفن صيد بقطع أحد خطوط الإنترنت والاتصالات في جزر شيتلاند في أكتوبر الماضي.
- تكرار قطع خطوط الإنترنت والتواصل في منطقة بحر الشمال بشكل شبه منتظم.
ما أهمية بحر الشمال؟
- بحر الشمال هو بحر يقع في شمال أوروبا بين النرويج والدنمارك من الشرق، والمملكة المتحدة من الغرب، وألمانيا وهولندا وبلجيكا من الجنوب.
- يتصل بحر الشمال ببحر البلطيق عن طريق بحر سكاغيراك، ومنه لخليج كاتيغات المتصل بالبلطيق.
- تسعى أوروبا في بحر الشمال إلى تحويله لأكبر مورد للطاقة بحلول عام 2050.