الهجوم الأوكراني أدى إلى إعلان موسكو تعليق حركة الملاحة البحرية في سيفاستوبول حيث يتواجد مقر أسطول البحر الأسود، بعد اعتراض هجمات أوكرانية بطائرات وزوارق مسيّرة.
القرم مجددا
أعلنت كييف مرات عديدة خلال الأشهر الأخيرة بأن إعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 إلى الأراضي الأوكرانية هي من بين أهدافها الرئيسية في الحرب، وهنا يقول أوليغ زدنوف المحلل العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات، أن أهداف كييف في القرم تتماشي مع الرؤية الأميركية التي لا تعارض تحرير الأقاليم الخمس التي ضمتها روسيا.
وأوضح أوليغ زدنوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن القرم منذ بداية الحرب هدف رئيسي لكييف، مشيرا إلى عملية استهداف جسر كيرتش منتصف العام الماضي والذي كان بمثابة صدمة كبيرة لموسكو على حد وصفه.
وأكد المحلل العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات، أن توتر الوضع حول القرم وأسطول البحر الأسود، يجعل موسكو تحت ضغط دائم نظرا لأن تلك المنطقة هي المقر اللوجيستي الآمن لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، فوجود هجمات في تلك المنطقة يجعل الوضع أكثر تعقيدا للكرملين، كما سيصعب من التقدم الروسي أو محاولاته بالأخص في الجبهة الجنوبية.
ومن خلال الاستيلاء على شبه جزيرة القرم في 2014، التي تمثل مساحتها 4.5 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، استعادت روسيا أيضا ميناء سيباستوبول الكبير، حيث لديها أسطول عسكري منذ القرن الثامن عشر، والذي يوفر لها باب خروج إلى البحر الأسود، ومنه إلى البحر المتوسط والشرق الأوسط.
تفاصيل الهجوم
- أكد حاكم مدينة سيفاستوبول، ميخائيل رازفوغايف، أن أسطول البحر الأسود الروسي صد هجوماً بطائرات دون طيار وزوارق على القسم الخارجي من ميناء سيفاستوبول، حيث تم الهجوم على جزئين.
اعتمدت كييف في الجزء الأول على القوارب المسيرة لمهاجمة القطع البحرية للأسطول الروسي المتمركز في سيفاستوبول. - الجزء الثاني من الهجوم كان بعدها بدقائق عن طريق مسيرات مفخخة حاولت استهداف المقرات التابعة للأسطول البحري على الأرض (في العمق)
- وأشار إلى أن الدفاعات التابعة للأسطول البحر الأسود تصدت للهجمات الجوية والبحرية، حيث دمرت سفينة مسيرة أوكرانية وقارباً، فيما انفجر قارب ثان من تلقاء نفسه؛ ولفت رازفوغايف إلى أن المحاولة الأوكرانية فشلت في الجو والبحر ولم تسجل أي خسائر في الأرواح والممتلكات.
هل تنجح أوكرانيا؟
فوروجتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، استبعد أن تخطط أوكرانيا لهجمات حول القرم تكون أكثر تأثيرا في الوقت الراهن.
وأوضح فوروجتسوف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الهجوم الأخير لم يسجل أي خسائر سواء عسكرية أو بشرية، فالهجوم عبارة عن محاولة لرفع الروح المعنوية لقوات كييف التي مُنيت بخسائر فادحة في الشرق ولا تزال تعاني في الجنوب أيضا.
وأرجع الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، عدم قدرة أوكرانيا شن هجوم على القرم لعدة أسباب، منها:
- كييف تهاجم المواقع الروسية غير المحصّنة ومقر الأسطول البحري من الخارج وليس العمق.
- روسيا منذ سنوات قامت بنشر نظام دفاعي كامل داخل شبة جزيرة القرم ما يصعب من اقتحامها.
- أوكرانيا لا تملك صواريخ بعيدة المدى كافية لتمهيد الطريق لدخول القرم عن طريق استهداف الدفاعات الروسية.
- واشنطن تبقى حتى الآن مترددة في تزويد كييف بمثل هذه الأسلحة لأنها تعلم خطورة الموقف.