الطب والتعليم وعلوم الفضاء بالذكاء الاصطناعي.. قريباً

5


ت + ت – الحجم الطبيعي

الذكاء الاصطناعي ليس مجرد لعبة للتسلية، أو لتقضية الوقت أو طرح الأسئلة على سبيل المزاح، ولكن الآفاق مفتوحة أمام الذكاء الاصطناعي للاستخدام في أمور الحياة اليومية، بل وفي تطور العلم والتكنولوجيا ومناحي الحياة المتعددة، وهذا ما لفت إليه الملياردير الأمريكي بيل جيتس المالك السابق لمجموعة مايكروسوفت، والذي قال إن الذكاء الاصطناعي يمكن توظيفه لتعليم الأطفال في المستقبل.

ومنذ أيام كشف استقصاء أجرته صحيفة “تايمز” الإنجليزي أن نصف الطلاب في جامعة كامبريدج العريقة يستخدمون الذكاء الاصطناعي وشات جي بي تي بصفة خاصة، في الاختبارات والأبحاث التي يجرونها في الجامعة، وعلى طرف آخر وفي المجال الطبي أعرب وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ عن اعتقاده بأن هناك فرصا في استخدام روبوتات المحادثات الذكية مثل شات جي بي تي في مجال الطب لكنه حذر في الوقت نفسه من أن هذا الاستخدام قد ينطوي على مخاطر مثل التشخيص الخاطئ.

تشخيص

وفي تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية، قال دكتور كارل لاوترباخ العالم والوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي إنه سيكون هناك قريبا برامج يشرح فيها المريض شفهيا الأعراض التي يشكو منها ونتائج الفحوص التي أجراها والعلاجات التي أخذها ويتلقى بعدئذ تقييما من الذكاء الاصطناعي لحالته وربما أيضا تلقى مقترحات محتملة للعلاج.

وطالب لاوترباخ بتنظيم تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي في قطاع الصحة، وقال عن هذه الأنظمة: “يجب التحقق منها ويجب أن تكون موثوقة”، كما طالب الوزير بضمان عدم إساءة استغلال البيانات.

أما بيل جيتس فرأى أنه خلال 18 شهراً على الأكثر سيكون الذكاء الاصطناعي قادر على العمل في مهمة “مدرس” لتعليم الأطفال، بل والتفاعل وتصحيح المعلومات لهم، معرباً عن آماله في تطوير مهارات روبوتات الذكاء الاصطناعي للقيام بهذا الدور بشكل تفاعلي ومتواصل خاصة في مجال تدريس الرياضيات الصعبة، والتي قد لا يتقبل بعض الأطفال طريقة تدريسها من الكثير من المدرسين الاعتياديين.

أداة رائعة

وقال جيتس في حديثه التكنولوجي الأسبوعي “جيتس نوتس”: “لدينا أداة رائعة الآن، إذا تم تبنيها بشكل كامل والتطوير عليها، يمكننا أن نحقق قفزة في تدريس الرياضيات لم تتحقق في آخر 20 عاماً، الذكاء الاصطناعي لا ينتقص من ذكاء البشر، بل يجعلنا أكثر ذكاءً ومعرفة”.

 

ووصف جيتس صاحب واجهات ويندوز” الشهيرة: “شات جي بي تي، وما خلفه من ذكاء اصطناعي، نافذة على التعليم والتعلم، الأمر يعد فتحاً تكنولوجياً عظيماً، يكاد يتخطى في عظمته ما حققته ويندوز كواجهة لأنظمة التشغيل في ثمانينات القرن الماضي”.

ولم يتوقف أمر الذكاء الاصطناعي واستخداماته على التعليم والطب، بل امتد للفن وعلوم الفضاء والفلك، بل وفي التعدين والبحث عن المعادن وخيرات الأرض، وربما في التغير المناخي ومعادلات الكون، بسبب القدرات التي يكتسبها الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم، والقدرة على حل المسائل الحسابية الصعبة، وتوقع وبناء التحليلات على المدخلات، مما يعطي تنبؤات وتوقعات بحسابات أكثر دقة من قدرات البشر الاعتيادية.

طباعة
Email